للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخذها [١٩٤ ب] الشيخ جمال الدين الكورانى (١) الشافعى بواسطة عظيم الدنيا أمير سلاح فإنه سأله فيها من مدة طويلة بحكم وفاته فأجابه لذلك؛ وأما الأحباس فخرجت باسم القاضى شرف الدين عبد الباسط بن البقرى، وأما الجوالى وماله من المرتب على الأوقاف فلا تخرج (٢) عن وارثه، وأما الكوامل فلا يحصل لهم منها شئ فإن لكل ولد واحدة فى ختم البخارى.

وخلف زوجتين إحداهما قديمة. والأخرى بعدها تعرف ببنت الشربدار وكان يميل إليها فيطالب فى تركته بحقوق تستغرق تركته بل وأضعاف أضعافها، فإنه لم يخلف نقدا وإنما خلف بعض كتب وغالبها وقف، وكان رحمه الله تعالى له سنتين متضعفا ولكنه ما يطيق الجلوس فى الدار، وكان يمشى وهو فى غاية الضعف إلى أن انقطع أياما يسيرة وتوفى كما قدمنا .

وكان له جنازة عظيمة حضرها قضاة القضاة ومشايخ العلماء والطلبة والفقهاء والمباشرون والأعيان وبعض الأمراء وصلى عليه بباب النصر، ودفن بتربة الصوفية، وكثر الثناء عليه والترحم والذكر الجميل، وسأستوفى ترجمته فى فى الوفيات إنشاء الله تعالى بأطول من هذه.

وفى يوم الخميس تاسع عشريه نودى فى القاهرة حسب المرسوم الشريف بالنفقة على المماليك المعينين صحبة عظيم الدنيا أمير سلاح الدوادار الكبير فى أول يوم من شهر ربيع الآخر وإلى الله عاقبة الأمور.

وفيه ركب السلطان وتوجه إلى وطاق أمير سلاح الدوادار الكبير


(١) هو الشيخ عبد الله بن محمد بن خضر بن إبراهيم، وكان قد سافر فى صغره إلى بلاد الروم وأقام ببرصة فترة من الزمن ثم مضى إلى القاهرة، وكان عالما بكثير من العلوم العقلية والنقلية، كما كان مولعا بلعب الشطرنج، ومات سنة ٨٩٤ هـ، راجع الضوء اللامع ٥/ ١٨٥.
(٢) فى الأصل «يخرجون».

<<  <  ج: ص:  >  >>