للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطبلخانات والعشرات، وصنع له أشياء تليق بمقامه: من كل شئ أطيبه وأفخره وأحسنه، وحضر فى خدمته القاضى كمال الدين ناظر الجيش وأخوه (١) ولعبوا الكنجفاه فغلبوا أربعمائة دينار للمقر الأشرف المذكور وانصرفوا على خير وسلامة.

يوم الخميس ثانيه رسم السلطان بتوسيط إنسان يسمى ابن الزردكاش سرق سرجا فضة وغير ذلك للأتراك، وتكرّر منه ذلك بعد عرضه على السلطان وحلمه عليه عتقه وحلفه له أنه متى عاد وسطه، فعاد، فرسم بتوسيطه فوسّط فى باب النصر وشنق بإزائه شخص خياط كان يعاونه على الحرام والفساد ويفصّل ويغير ويخيط له جميع ما يسرقه ويبيعه له، فجوزيا بذلك.

ووسّط فى هذا اليوم اثنان من المفسدين بباب مصر القديمة وعلّقا لعل يرتدع المفسدون ويرجعون عن الأذى والسرقة وقتل النفس، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

ووصل الخبر بوفاة الأمير فارس السيفى دولات باى الزردكاش من دمشق فى يوم الخميس ثانيه، وكان فى بداية أمره دوادارا فى خدمة أستاذه المذكور مقربا عنده، وحصّل فى أيامه - وهو دوادار - أموالا جمة وبنى دورا ومساكن عظيمة البناء، واشترى ضيعا ورزقا وصار يعدّ من المتموّلين، وتزوج يزوجة أستاذه أم ولده عمر المشهور الآن، وعندما تقدم عند مولانا السلطان - نصره الله وأدام ملكه - وصار من الأعيان وأنعم عليه بوظيفة الزرد كاشية ثم حصلت له الوفاة. ولو لم يكن من محاسنه إلاّ ما فعله فى عبيد صبى ابن الطيارى، ثم أخبرت أن وفاته فى ثانى عشر الشهر المذكور بالمصطبة التى هى خارج البلد، ووجد صحبته خمسة آلاف دينار ولبوس وغير ذلك. والله الولى والمالك.


(١) فى الأصل «وأخيه».

<<  <  ج: ص:  >  >>