للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى يوم السبت سادسه توفى الخواجا شمس الدين محمد بن كرسون (١) التاجر فى الكارم، وخلف ولدا وبنتا وأخا وزوجة ومالا كبيرا، واختلف الناس فى أمره، فمن قائل إن السلطان ختم على الموجود، ومن قائل إن السلطان لم يتعرض له، ولكن ناظر الخاص لا بد له من شئ فإنه يتعلل على ورثته بأن فى جهته مالا من جهة المكوس والله أعلم. ويحكى عن هذا التاجر المذكور أنه كان يخرج الزكاة فى موضعها، وكان يحسن للشيخ كمال الدين - بن إمام الكاملية الذى توفى فى سنة أربع وسبعين وثمانى مائة بطريق الحجاز - فى كل سنة بمائة وخمسين دينارا، ويرسل له فى الختم كل سنة ألفا وخمسمائة رغيف ووعده أن يبتاع له ملكا للسكن بخمسمائة دينار، ويوقفه على الشيخ وأولاده فلم يتفق ذلك، والله الولى والمالك.

ووصل الخبر من دمشق بوفاة إبراهيم (٢) بن الجندى المطرب الذى كان ريس دكة، وكان له فى الفن إدراك، وكان سافر صحبة فارس الزردكاش فمات بالشام، وعينت وظيفة الزردكاشية لجانم (٣) مملوك الأمير جانبك (٤) الجداوى الدوادار الكبير.

*** ولم يزد البحر شيئا فى سابع توت القبطى الموافق لسابع ربيع الأول فإنهم كسروا سد الأمبوبة ونقص منه، والأمر لله تعالى يتصرف فى عباده بما يريد.

وفيه - أو الذى بعده - وصل الأمير خير بك الذى انتهى أمره إلى أن صار دوادارا كبيرا فى دولة الظاهر تمربغا من ثغر سكندرية ونزل فى بيت


(١) كرسون هو محمد بن عبد الغنى بن محمد، راجع عنه الضوء اللامع ٨/ ١٠٨.
(٢) الوارد فى الضوء، ج ١ ص ١٨٤ «ابراهيم بن الجندى أحد مؤذنى الركاب وهو بالمفتى أشهر» ولعلها المغنى، ويتفق السخاوى والصيرفى فى مكان وفاته وسنتها.
(٣) الضوء اللامع ٣/ ٢٥٩ وإن لم يذكر تعيينه لوظيفة الزرد كاشية.
(٤) ترجم له السخاوى، شرحه ٣/ ١٣٥ تحت اسم «جانبك الظاهرى جقمق الجركسى»

<<  <  ج: ص:  >  >>