للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشايخ الإسلام زين الدين عبد الرحيم العراقى والهيثمى وابن أبى المجد والتنوخى والنجا إسماعيل الحنفى وآخرين ومهر فى الفقه وأصوله والعربية وغيرها، وأخذ الفقه عن الولى العراقى والشمس البرماوى وجماعة ممن بعدهما وقبلهما، وجوّد فى القراءات حتى صار أحد أعيان قراء الجوق، وكتب الخط المنسوب، وكتب به الكتب الكثيرة من كل فن، وتعانى الأدب حتى صار له سجية وعرف به، وطار صيته فى الأقطار والأمصار، وكان مقربا عند شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر، خادم السنة والأثر، ، ووصفه (١) «بالعلامة فخر المدرسين عمدة البلغاء» وناهيك بهذا الوصف من هذا العالم العظيم. وقرأ صاحب الترجمة عليه (٢) فى الحديث، وقرأ عليه مقامات الحريرى وأقرأها وعلق عليها شرحا لطيفا بليغا، وطارح أدباء العصر وطارحوه، ومدح الأكابر وجمع المجاميع الحسان، وألف تذكره فائقة زادت على خمسين مجلدة احتوت على فوائد وفرائد ونوادر وحكم وأشعار وتواريخ ومقاطيع وغير ذلك ظهر بها قوة صنيعه وملكته فى هذا الشأن، وسار ذكرها واشتهر، وكذا نظمه ونثره وليس العيان كالخبر.

وحج إلى بيت الله الحرام وزار قبر نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، ومدحه بقصائد مطولات فى غاية الانسجام، وسافر إلى دمياط والاسكندرية وغيرهما للنزهة، وحدّث فسمع منه الفضلاء، وأقبل بآخره على كتابة الحديث الشريف والنظر فى الأسانيد والسماع ممن يعتقد بقدمه فى ذلك مما يحتاج إليه،


(١) هذا الوصف والتعليق عليه منظور فيهما إلى قول السخاوى فى الضوء اللامع ٢/ ٤١٦، ص ٤١٨ منه.
(٢) أى على ابن حجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>