للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن القرى والمدن فحسنت الحال وصعد القلعة بعد عصر يومه المذكور فقبّل الأرض وبات بالقصر الأبلق على العادة لأجل الخدمة والموكب، وأصبح يوم الاثنين فحضر الموكب وعيّنه السلطان مقدم العساكر المنصورة المجردين لقتال شاه سوار، فتوقف واعتذر بقلة الموجود وعدّد ما ذهب له من الخيول والقماش والمتاع فى وقعة شاه سوار المقدم ذكرها فلم يقبل منه، ووعد بكل جميل فى الحال والمال، ولا زال به السلطان حتى أذعن للسفر، والله المستعان.

ومع هذا الأمر الذى السلطان - نصره الله - فيه من الاهتمام بأمر الإسلام والمسلمين وقيامه بنصرتهم لدفع هذا العدو المخذول إن شاء الله عن البلاد والعباد والمسافرين والقاطنين، فالناس يلهجون بوقوع فتنة من غير تصريح بركوب أحد بعينه، كما هى عادة فشار العوام.

*** وفيه قدم قاصد الأمير حسن بك بن على بك بن قرايلك صاحب ديار بكر وما معها، فصعد بين يدى المواقف الشريفة شرفها الله وعظمها، وقبل الأرض وقدم هدية مرسله، فكانت من الجمال البخاتى (١) خمسة ومن المماليك اثنين، ومن السلاح زردية (٢) وعدة مفاتيح لعدة قلاع استولى عليها من ممالك أذربيجان (٣) وتبريز من ممالك جهان شاه بن قرا يوسف، وكتاب مرسله


(١) الجمال البخاتى نوع من الجمال عربى الأم فالج الأب وهى ذات سنامين ولها رقاب طويلة، انظر Dozy:op.cit.I ،١٥٦ وعرفها تاج العروس ١/ ٥٢٥ بأنها الإبل الخراسانية الناتجة من بين عربية وفالج دخيل.
(٢) السلاح زردية وتعرف فى هذا العصر بالزردخاناه وهى مكان السلاح؛ والأصل فيها فارسى.
والزردخاناه فيها «جميع أنواع السلاح» التى عددها القلقشندى فى صبح الأعشى ٤/ ١١ - ١٢، وما يكون خاصا منها بالثغور. والذى يقصده المؤلف هنا هو أنه أرسل جماعة من صناع الأسلحة.
(٣) راجع الفصل المطول الذى كنبه لى سترانج: بلدان الخلافة الشرقية، ص ١٩٣ وما بعدها عن أذربيجان وتبريز، انظر أيضا مراصد الاطلاع ١/ ٤٧، ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>