للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكركى إمام المقام الشريف نصره الله، فخلع على قضاة القضاة طرحات وكذا على القارئ، وخلع على المشايخ خندات سمور وهم: الشيخ سراج الدين (١) العبادى الشافعى والشيخ قاسم الحنفى والشيخ تقى الدين الحصنى (٢) والشيخ بدر الدين بن القطان وغيرهم كذلك، وبقيتهم خندات مسنجبة وصرر أكثر من ألف دينار: أعلاهم ثلاثة آلاف وأدناهم ألف درهم، ولم يخلع السلطان على السرى عبد البر بن الشحنة شيئا - وله عادة بخنده سمور - فحصل العجب من ذلك وشاشت (٣) الناس وتقولوا وخلطوا ونسبوا ذلك للسلطان.

ومن العجيب أن شخصا ينظم الجزل والمواليا والبليق بأرض (٤) الطبالة يعرف بابن الزيتونى (٥) - ويتكسب من الشهادة بحانوت ليس فيه رفيق له - استجد له فى هذه السنة خندة مسنجبة، وسألت عن ذلك فقيل لى: إنه من جهة بنى الجيعان وأنه فى خدمة سيدى عبد القادر يضحكه ويخامل له وسألوا ناظر الخاص له فى ذلك فأجابه.


(١) هو الشيخ عمر بن حسين بن حسن الأزهرى الشافعى المولود بمنية عباد من أعمال الغربية ثم تحول منها إلى طنتدا (طنطا الحالية) ولذلك يعرف أحيانا باسم «الطنتدائى»، مات سنة ٨٨٥، راجع عنه السخاوى: الضوء اللامع ٦/ ٢٧٨.
(٢) انظر الضوء اللامع ج ١١ ص ١٩٨ تحت كلمة «الحصنى» حيت يرجع النسب إلى سكن الأسرة إلى قرية من قرى حوران بالشام.
(٣) يقصد بذلك «تشوش»، وهو لفظ يكثر وروده فى كتابات ذلك العصر بمعنى اضطرب.
(٤) أفاض المقريزى فى الخطط ٢/ ١٢٤ فى ذكر أرض الطبالة وذكر أنها على جانب الخليج الغربى بجوار المقس، وقيل لها أرض الطبالة لأن الأمير أبا الحارث أرسلان البساسيرى لما غاضب الخليفة القائم بأمر الله العباسى أمده المستنصر بالله الفاطمى حتى استولى على بغداد وأخذ قصر الخلافة وسير عمامة القائم وثيابه إلى القاهرة سنة ٤٠٥ ففرحت القاهرة ووقفت «نسب» طبالة المستنصر وأنشدت:
يا بنى العباس ردوا … ملك الأمر مسعد
ملككم ملك معار … والعوارى تسترد
فأعجب ذلك المنتصر وسألها ما تتمنى فسألت أن تقطع الأرض المجاورة للمقس وسميت منذ ذلك الحين بأرض الطبالة.
(٥) راجع السخاوى: الضوء اللامع ٦/ ١٠٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>