للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنثييه فاستمر به إلى أن قتله وأهلكه، وكانت له جنازة حافلة حضرها الأكابر مثل ناظر الجيش والمحتسب وابن الجيعان وقضاة القضاة وغالب النواب والمشايخ، وصلى عليه بجامع (١) الماردانى ودفن بالقاهرة، وخلف ولدين رجلا ليس فيهما أهلية لشئ مما كان هو فيه، مع أن علم صاحب الترجمة بالفقيرى، وعلماء مذهبه يعرفون ذلك منه، غير أنه معظّم عندهم لأجل الدنيا، بل ترجمه بعض المؤرخين أنه [كان] عاريا من العلم خادما لأهل الدنيا سيما الجمالى (٢) يوسف بن كاتب جكم وهو الذى صيّره صاحب ثروة وأموال وتحف وكتب وغير ذلك، فإنه كان يدفع له كل نقدة ألف دينار وأكثر وأقل، ويأمره أن يتصدق بها فيصرفها فيما يريده، فحصّل الأموال والوظائف والكتب، وأودع عنده جملا من الأموال على ما قيل، وخرجت وظائفه باسم أولاده ووصى عليهم المحتسب والشيخ أمين الدين الأقصرائى والعلمى ابن الجيعان والقاضى الشافعى، وكان سئ الأخلاق مصفرا نحيفا شديد الغضب سريعه؛ ومولده فى سنة سبع وتسعين وسبعمائة، وقد ترجم شيخنا شيخ الإسلام قاضى القضاة حافظ العصر الشهير نسبه الكريم بابن حجر والد صاحب الترجمة فقال: «كان قليل الدين» فكأن صاحب الترجمة اطلع على ذلك فصار يكثر من الصلاة والصيام، سيما إذا بات عند المحتسب أو ناظر الجيش، ورشّح لقضاة الحنفية بالديار المصرية فما قدر الله ذلك والله الحمد.

وحدثته نفسه بالقضاء لأنّ رفيقه القاضى ولى الدين الأسيوطى استقر فى قضاء القضاة الشافعية ومع ذلك فكنا نحضر معه دروس الفقه قديما عند شيخنا قاضى القضاة سعد الدين فما رأيناه سأل سؤالا ولا أورد استدلالا، غير أنه


(١) هو بجوار خط التبانة خارج باب زويلة، راجع الخطط ٢/ ٣٠٨.
(٢) الوارد فى الضوء ٦/ ٢٨ أن الجمالى ابن كاتب جكم كان يصفه بالوالد.

<<  <  ج: ص:  >  >>