للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معيد لكلام من حضر ويتم ذلك «بنعم بنعم»، ثم حضرنا معه دروس قاضى القضاة محب الدين بن الشحنة فما انتقل عما كان فيه، وكان له عند الحنفية اسم وصيت سيما عند شيخنا الشيخ أمين الدين الأقصرائى، فإنه يبالغ فى قضاء حوائجه وضروراته عند عظيم الدولة فى عصره الصاحب جمال الدين يوسف ابن كاتب جكم، وأول ما ناب فى الحكم عن شيخنا الشيخ بدر الدين العينى، ونقضت له عدة أحكام وصار معروفا بخدمة الصاحب جمال الدين المذكور وصحبته، وسافر الحجاز صحبة ولدى الصاحب المذكور ورفيقه قاضى القضاة ولى الدين الأسيوطى قبل أن يلى القضاء، وصارا يقفان على الشيخ ويتعاطيان تصرفه وكلفه ويكتبان له ما يحتاج إليه من خرج ودخل، وحصل على قاضى القضاة ولى الدين السفطى من صاحب الترجمة أمر ما ينكر عليه مع أنه هو الذين رقاه ووصله إلى الأكابر وصار قاضيا بحسه، فاتفق أنه أودعه عشرة آلاف دينار فصارت عنده سنين: ووقع أن الظاهر جقمق غضب على الصفطى وأخذ أمواله وتعلقاته فبادر صاحب الترجمة وأخبر من أخبر السلطان أن عنده وديعة للسفطى بكذا وكذا ألف دينار، فأخذها السلطان ومات السفطى مقهورا منه، سامحهما الله تعالى، وسأستوفى ترجمته عند وضعى لها فى الوفيات من هذه السنة على العادة بأطول من هذا.

واتفق قبل هذا بأيام وصول علاء الدين بن زوين كاشف الغربية وصحبته شخص من العربان يسمى عبد القادر بن حمزة بن نصير الدين مسلوخا وقد حشى جلده قطنا، وعدة رؤوس آدميين مقطوعين وصار يشهرهم إلى أن وصل بهم لبيت عظيم الدنيا المقر الأشرف الكريم العالى السيفى يشبك من مهدى دامت سعادته، ووافق أن الأمير تمراز الشمسى - قريب السلطان وأحد المقدمين الألوف - مشى فى جنازة يشبك جن فشاهد المسلوخ وعرفه وهو من جهته

<<  <  ج: ص:  >  >>