للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجر ، وأخربها هو وهذا الغلام من كثرة ما يؤذى السوقة والباعة ويأخذ أموالهم هو وأستاذه، وأحرموا تبنا أو دريسا أو دجاجا أو غير ذلك يمر حتى يخطفوه، وإن دفعوا ثمنا فيدفعون ربع القيمة، وفرح فيه أهل تلك الخطة وانخفض جانبه، ولله الحمد على ذلك، إنه الولى والمالك، وكنت أظن أن هذا الغلام يموت من الضرب فلما أصبحت وجدته ماشيا كآحاد الناس الأصحاء وليس يشكو من شئ، فتعجّبت من ذلك، وصدق من قال فى مقاله «إن فى الليل والنهار عجائب»، والحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله.

يوم الجمعة تاسع عشريه أعنى جمادى الأول الموافق سابع عشرى هتور القبطى، لبس السلطان الصوف الملون وألبسه الأمراء الألوف بعد صلاة الجمعة وتأخر لبسه عن العادة القديمة بعشرين يوما - أعنى عن عادة الملوك المتقدمين مثل الأشرف برسباى وقبله - وعن السنة الماضية بعشرة أيام.

وفيه توفى الأمير يشبك الإسحاقى الشهير بيشبك جن وبالبهلوان الأشرفى برسباى أحد مقدمى الألوف بعد مرض طويل اعتراه وانقطع منه فى بيته أياما، وصلى عليه من الغد بمصلاة المؤمنى، وحضر السلطان جنازته والقضاة ومشى فى جنازته المقر الأشرفى الكريم العالى عظيم الدنيا يشبك بن مهدى الدوادار الكبير وليس له تربة، بل دفن فى فسقية على قارعة الطريق، ونقلوا إليه ولديه الصغيرين، فأنزلوهما معه على ما بلغنى؛ وكان المذكور غاية فى الظلم والأذى والتجبر والتكبر، كثيرا لحط على الفقهاء والعلماء، حتى إنه أهلك القاضى فتح الدين السوهائى (١) من كثرة ما يحط عليه ويسبه، فإنه كان جاره بسكنه


(١) بضم السين ثم واو ساكنة وهاء مفتوحة نسبة إلى سوهاج بلدة من أعمال إخميم الصعيد الأعلى، أما السوهائى فهو محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل المتوفى سنة ٨٩٥ هـ، انظر الضوء اللامع ٩/ ٥٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>