للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس فيهما أهلية لما وصل إليه أبوهما من خدمته الأكابر. وأما بضاعة المتوفى فى العلوم فمزجاة، وعلماء مذهبه يعرفون منه ذلك غير أنه معظم عندهم، و [خلف] بنتا متزوجة وولدا ولد، وخرب دورا كثيرة بموته وكان يحب خراب بيوت الناس فى حياته فأرانى الله مصرعه واستجاب دعائى وبلغنى مناى فإنه كان أكبر القائمين علىّ فى حكم عارضنى فيه هو والمحتسب ولا نهض بنقضه، فدعوت عليه فى سجودى فما مضى عليه عشرة شهور حتى أخذه (١) الله.

وكان عاريا من العلم خادما لأهل الدنيا سيما الصاحب جمال الدين يوسف ابن كاتب جكم وهو الذى أثرى مال صاحب الترجمة منه بسبب ما أودعه تحت يده من الأموال والتحف والنقدات التى يدفعها له: كل نقدة ألف دينار ذهبا يتصدق بها ويكرر ذلك عليه فى السنة مرارا فيتصرف فيها كيف شاء، وخلف دنيا طائلة ووظائف كثيرة خرجت باسم أولاده ووصى المحتسب فإنه أعظم أصحابه وأحبابه لكونه مملوك الصاحب جمال الدين يوسف بن كاتب جكم، ويعرف بأحواله وأخباره وقرّبه من مخدومه وشيخنا الشيخ أمين الدين الأقصرائى الحنفى والجناب العلمى ابن الجيعان وقاضى القضاة ولى الدين الأسيوطى الشافعى، وكان شرس الأخلاق شديد الغضب سريعه.

مولده فى سنة سبع وتسعين وسبعمائة، وقد ترجم سيدنا (٢) وشيخنا قاضى القضاة ملك العلماء الأعلام شيخ الإسلام ابن حجر خادم السنة والأثر والده القاضى شمس الدين محمد (٣) فى كتابه الذى جمعه فى التاريخ من مبدء


(١) الوارد فى الضوء اللامع ٦/ ٢٨، أنه مات فى جمادى الآخرة.
(٢) فى الأصل «ترجمه» ولكن سياق العبارة يقتضى ما أثبتناه بالمتن.
(٣) فيما يتعلق بترجمة الأب الذى يعرف بالبدرشى (نسبة إلى بدرشين) راجع الضوء اللامع ٩/ ٤٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>