للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصل الخبر من القدس الشريف بوفاة الأمير تانى بك المحمدى وزوجته عتيقة قاضى القضاة ولى الدين الصفطى: جدة سيدى عبد البر ابن قاضى القضاة محب الدين بن الشحنة لأمه فى سابع عشر شهر تاريخه، لكن زوجته توفيت قبله بثمانية أيام، وكان المذكور - أعنى تانى بك - من مماليك الأشرف برسباى واستقر خاصكيا فى دولة الظاهر جقمق ثم صار معلم المماليك فى الرمح أعنى فى المماليك والجوارى والحرير وغير ذلك فى دولة الظاهر خشقدم، وكان له به صحبة فرقاّه إلى أن عمله رأس نوبة ثانيا، ثم استقر به أمير مائة مقدّم ألف، وراج أمره عنده وصار من المقرّبين عنده، واستمر على تقدمته إلى أن تغيّرت دولة تمربغا وتوجه أمير الحاج ورجع إلى العقبة فرسم بنفيه إلى القدس. وكان عفا الله عنه يظلم نفسه كثيرا لانهما كه فى الملذات، ولم تعرف له فروسية ولا معروف، وخلف موجودا تافها بالنسبة إلى غيره من الأمراء الألوف.

وتوجّه السلطان - نصره الله - يوم الاربعاء ثانى عشرى شهر تاريخه باكر النهار إلى طرى، فأقام بها يومين وصعد القلعة يوم الجمعة لأجل خدمة الصلاة، وكان صحبته المقر الأشرف العالى الأتابكى أزبك من ططخ أمير كبير، وجهز لخدمته المباشرون أشياء من كل صنف على العادة.

يوم السبت خامس عشريه نودى على البحر بزيادة إصبعين من النّقص فصار البحر الآن فى عشرين إصبعا من سبعة عشر ذراعا، واستمر يزيد بعد ذلك الإصبع والإصبعين فى كل يوم.

واتفقت حادثة غريبة هى أن رجلا من الحجارين بالجبل أخذ زوجته وتوجه بها إلى الجبل فذبحها فى عدة مواضع من رقبتها وضربها بالسيف فى عدة مواضع، فحملت إلى المدينة وهرب الزوج ولم يعلم له خبر وماتت وذهب دمها هدرا.

وعند الله يجتمع الخصوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>