للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسكر والفواكه حتى من جملة ما صرفه عظيم الدنيا الدوادار الكبير حفظه الله ألف دينار، وقس على هذا المباشرين بأجمعهم غير أن شخصا مسجونا بسجن الجرائم مشهورا بالأذى والنحس كان قبض عليه من مدة فهرب من السجن ثم حصّل فرسم السلطان بكحل عينيه فكحل.

وفى هذه الأيام غضب عظيم الدنيا وصاحب حلها وعقدها ودوادارها الكبير وما مع ذلك - عظم الله شأنه - على الزينى قاسم المتكلم عنه فى الوزارة وعلى مباشرى الدولة، وطلب منهم مائة ألف دينار، فآل الأمر إلى عشرة آلاف دينار من قاسم المذكور ومن مباشرى الدولة كذلك، ثم إن قاسما امتنع من وزن العشرة وقال ما يقدر إلا على خمسة فرسم عليه. وسبب هذه الحكاية أن خشقدم [الظاهرى جقمق] لالا الملك المنصور عثمان - هو الآن شاد السواقى - تخاصم هو وصهره قاسم الوزير الذى يحمل الغلال وشكاه للأمير الدوادار الكبير، وذكر له عنه أنه يصرف الأردب إثنين وعشرين ربعا ويقبضه خمسا وعشرين ربعا، فسأله عن ذلك فقال: «الفرط نحسبوه للديوان»، فغضب من ذلك وضربه مقارع وعصيّا وأودعه الخشب، وسألوه فى أمره بألف دينار فامتنع، وكذا بركات ابن كاتب الطواحين الذى هو مستوفى الدولة ضرب بالمقارع والعصىّ لأنه ما كتب للدوادار حساب الدولة فاتفق ذلك، والله الولى والمالك.

وفى يوم السبت ثامن عشره خلع على يشبك من حيدر والى القاهرة كاملية سمور بمقلب سمّور سببها أن السلطان كان غضب عليه بسبب البدوى الذى هرب من المقشرة ورسم بكحله وقتله.

يوم الاثنين العشرين منه خلع على قاصد ابن قرمان سلاّريا مفريّا بسمور وفوقانيا بطراز زركش، وجهز معه هدية لمرسله.

<<  <  ج: ص:  >  >>