للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاقتضى الحال أن السلطان ركب يوم الجمعة بكرة النهار فسيّر ورجع إلى القلعة وبطّل الفرحة، والأمر لله تعالى يفعل ما يشاء ويختار.

يوم الأحد ثانى عشره الموافق لثانى عشر توت القبطى عمل المولد السلطانى بالحوش على العادة فحضره القضاة الأربعة والمقدمون الألوف بتمامهم وكمالهم لم يتأخر منهم سوى يشبك جن فى البحيرة، وحضر نائب الشام برقوق وجلس رأس الميسرة ومدّ السماط على العادة فكان أمرا عظيما، وتوجه القضاة بعد المغرب واستمر (١) الأمراء المقدمون إلى أن انتهى الوعاظ على العادة.

يوم الاثنين ثالث عشره ركب المقر الأشرف الكريم العالى الزينى رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف حفظه الله على المسلمين، وعوفى من توعكه وصعد للسلطان نصره الله، فقبّل يده، فخلع عليه كاملية سمور بمقلب سمور عظيمة، وأراد المقر الأشرف الكريم العالى عظيم الدنيا الدوادار الكبير - عز نصره - الركوب معه فما مكنه من ذلك، وركب معه قضاة القضاة الثلاثة - خلا المالكى - وناظر الجيش وناظر الخاص، ثم توجهوا له بعد ذلك، وزين له البلد وفرحوا بعافيته وسلامته، وكذا الدعاء له من كل أحد، وأثنوا عليه بالجميل واستمروا فى خدمته إلى منزله، وسيما كاتبه ومؤلفه، فإنه غريق فضله ونعمته، وأنشد لسان حالى فى ذلك:

كلّ من فى حماك يهواك لكن … أنا وحدى بكل من فى حماكا

وتوجه السلطان إلى المطرية وأعمالها وخليج الزعفران، فأقام به من يوم الثلاثاء رابع عشره إلى يوم الجمعة باكر النهار سابع عشره، فصعد القلعة وصلى الجمعة بها بعد أن ذبحت له الذبائح من الأبقار المسمنة والأغنام المعاليف، والحلوى


(١) فى الأصل «استمروا» «انتهوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>