للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القضاة الشافعى يرسل يحرّر ذلك ويصلحه ويجدده ويكتب عليه اسم السلطان الملك الأشرف أبى النصر قايتباى عز نصره.

ووقع الكلام بين يدى السلطان أيضا فى ثبوت نسب امرأة تعزى لفارس (١) البكتمرى فإنه مات وخلف تركة هائلة، والوصىّ عليها الأمير لاجين أمير مجلس وهو ينازعها فى النسب، والمرأة يساعدها عظيم الدنيا الدوادار الكبير عز نصره، وعين القاضى الحنفى قصتها على نائبه الشريف كمال الدين الوفائى، ثم إن القاضى خير الدين السنسى تكلم فى أمرها وثبت عندهما بالبينة الشرعية أن نسبها لاحق بنسبه، فرسم بعقد مجلس بين يدى السلطان نصره الله فى يوم السبت ثالثه، وتوجه قاضى الحنفية لبيت عظيم الدنيا الدوادار الكبير وما مع ذلك - دامت سعادته - فانتظره زمنا طويلا حتى عيى من انتظاره هو وعدة من الرؤساء؛ فلما حضر لاقاه من المقعد وسلم عليه وأراد الانصراف أخذه بيده ورجع به حتى جلس هو وإياه وأخبره أن مكس قطيا بطل عن التجار والمسافرين وأنه السبب فى ذلك، فدعى له الحاضرون بل وكل من يسمع ذلك، وانصرفوا والله الولى والمالك.

وضرب المقر الأشرف الكريم العالى عظيم الدنيا الدوادار الكبير - عز نصره - نائبه فى الوزارة قاسم المشهور بشغيته ضربا فظيعا على مقاعده ورجليه، فوزن خمسة آلاف دينار، ثم أكمل العشرة إلى يوم تاريخه الذى هو العاشر من شهر تاريخه، وآخر الأمر شفع فيه رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى حفظه الله، وأرسله عظيم الدنيا - المقر الأشرف الكريم العالى السيفى أمير دوادار كبير وما مع ذلك دامت سعادته واستمر عنده ليغلق ما تأخر عليه (٢) وقيل


(١) راجع الضوء اللامع ٦/ ٥٤١.
(٢) يشير السخاوى فى الضوء اللامع ١٠/ ٦٠٩ إلى أن يشبك الدوادار غضب على قاسم شغيته وأنه رام قتله حتى ضمنه ابن مزهر ورسم عليه ببيته ولكنه هرب، ثم ظفر به ابن مزهر وأودعه سجن الديلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>