للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنه ثمانية آلاف دينار، فحصل له بذلك أمن على نفسه وماله.

وفيه غضب عظيم الدنيا على ناظر الأحباس ابن العيسى (١) فعمل مصلحته فرضى عنه بعد أن كان رسم عليه وأقام فى الترسيم خمسة أيام وطلب الإمامان أولاد الإخميمى لبيت عظيم الدنيا الدوادار الكبير بسبب حساب وقف جامع الحاكم، ووقفا بين يديه من تحت المقعد ورسم عليهما.

وفى سابع شهر تاريخه سافر المقر الكريم الأشرف العالى السيفى الأتابكى أزبك من ططخ بسبب تخضير البحيرة وفى خدمته مماليكه وخواصه لا غير، وحضر الأمير يشبك الإسحاقى المشهور بيشبك جن من البحيرة بعد إقامته بها ثمانية شهور.

وفى هذه الأيام حضر من المحلة سيدى الشيخ العارف المعتقد الملك المحقق بسيدى أبى العباس ولد سيدى الشيخ الإمام الربانى العارف بالله المشهور بالغمرى (٢) نفع الله ببركته ونزل بجامع والده الذى أنشأه بالقرب من سوق أمير الجيوش، فاجتمعت به فرأيته رجلا عظيما عليه المهابة والجلالة، وله تؤدة وملكة وتأنى، وفرحت باجتماعى عليه، نفعنى الله والمسلمين، ببركة سيد المرسلين.

يوم الاثنين ثانى عشره خرج الأمير برقوق الناصرى كافل المملكة الشامية من الديار المصرية إلى محل كفالته فى موكب عظيم وبرك جميل إلى الغاية وترتيب جسيم وأبهة زائدة إلى الغاية، ومرّ الطلب من الرميلة فرآه السلطان والعسكر، وركب معه أعيان الدولة وأمراؤها وخاصكيوها ومماليكها الموجودون وذلك بعد أن صعد لخدمة السلطان نصره الله، وخلع عليه وقيد له فرسا خاصا


(١) لم نعثر على ترجمة له وربما كان فى كتابة اسمه شئ من الخطا.
(٢) بفتح الغين نسبة إلى ميت غمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>