للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسرج ذهب وكنبوش زركش، ولم يتأخر إلا النادر عن الركوب لعذر:

إما سفر أو عرض، وذكر المقدمون من الأمراء وغيرهم أنهم ما رأوا ترتيبا ولا بركا ولا طلبا ولا قماشا ولا خيولا ولا سروجا من ذهب ولا كنابيش مزركشة جديدة مع أحد سبقه من النواب قبله. وبلغنى أنه وصل إليه من الأمراء والأعيان وغيرهم ثمانية عشر سرجا من ذهب وكنبوش مزركش خارجا عما يملكه وعمله وصنعه، وتوجه إليه رئيس الدنيا المقر الأشرف الكريم العالى الزينى ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف - حفظه الله على المسلمين - إلى الريدانية فحلفه على العادة أنه لا يخرج عن طاعة الإمام الأعظم، فخلع عليه كاملية مخمل عظيمة بسمور بمقلب سمور، وقيّد له فرسا بسرج ذهب وكنبوش زركش فلبسها قليلا ثم نزعها، وأركب الفرس لأحد مماليكه الذين فى خدمته.

ووصل فى هذه الأيام قاصد من حلب، وأخبر أن حسن الطويل قاصد البلاد الحلبية، فحصل بذلك إزعاج عظيم فى العسكر، فتحول السلطان للتجريدة، وبدون هذا الأمر كانت التجريدة، فما بالك بهذا، فالله يلطف بالمسلمين.

يوم الجمعة سادس عشره أبيع صندوق خشب بباب جامع الأزهر فاشتراه إنسان بدينارين ثم رده فى الحال، وكان أبيع قبل ذلك بمدة أشهر بأزيد من ذلك ورده، فأخذ بعض الحاضرين يعبث فى أدراجه ورواشنه (١) فوجد فيه خبية فجذبها فإذا فيها كيس فيه ستمائة دينار وستون دينارا ذهبا، وأصل هذا الصندوق لورثته، مخلف لهم معهم أطفال يتكلم عليهم أمين الحكم فتقاسمها الورثة.


(١) الرواشن جمع روشن، وهو فارسى معرب وهو الرسم الذى يختم به، انظر الجواليقى المعرب، ص ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>