للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى يوم السبت سابع عشره عقد مجلس بين يدى السلطان - نصره الله - بالحوش السلطانى بحضور قضاة القضاة ولم يحضر رئيس الدنيا المقر الأشرف الكريم العالى الزينى ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف حفظه الله لضعفه، عافاه الله وشفاه.

وسبب هذا العقد (١) لإعذار الأمير لاجين أمير مجلس فى المرأة التى ادعت أنها بنت فارس البكتمرى، وثبت نسبها منه والأمير لاجين وصى، فأعذر (٢) لها.

وتكلم السلطان - نصره الله - مع قضاة القضاة وأعلمهم أنه أبطل مكس قطيا ومكس الخشابين من بولاق والأطرون بناحية دمنهور، ونودى بالحوش بذلك بين يديه، وكثر الدعاء له ولمن كان السبب فى ذلك. والله المنعم والمالك.

وصنع قاضى القضاة المحيى ابن الشحنة خطبة عظيمة فى مدح السلطان وعدله وفضله ووصفه بجميع أنواع الصفات بين العسكر والأمراء ومن حضر، فلم يكترث لذلك غاية الاكتراث، وقرأها (٣) من لفظه، ولما فرغ من قراءتها طلبها منه القاضى نور الدين الإنبابى - نائب رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف - ليقرأها ويكتبها، وذكر من المبالغة والإطراء أنه يرسل بها إلى الأقطار والأمصار.

ونودى بإبطال مكس قطيا والخشابين وأطرون دمنهور بالقاهرة ومصر فتضاعفت الأدعية لمولانا السلطان - نصره الله - ولمن كان السبب، حفظه الله.


(١) أى عقد المجلس.
(٢) يعنى: اعتذر لها.
(٣) المقصود بذلك القاضى ابن الشحنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>