للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والآخر حنفى، وصار له بين الناس ذكر فقصد لتأديب أولادهم، ومن جملة من طلبه لذلك المقر المحيى ابن الأشقر، والمقر الأشرف الزينى ابن مزهر حفظه الله، والمقر الكمالى ناظر الجيش، وصار يسعى فى تحصيل ما يسأل فيه من الأكابر، فقرر له على الجوالى ورتب له على الأوقاف التى تحت نظر حاكم المسلمين الشافعى وحاكم المسلمين الحنفى، و [قرر له] حضور بمدرسة جمال الدين، وحضور بمدرسة بيبرس، وأخذ أيضا التكلم على زاوية الشيخ نصر الله بخان الخليلى وغير ذلك، لكنه كان يرمى بأنه شيعى وأنه - والعياذ بالله تعالى - ما يحب السيدة عائشة أم المؤمنين ، وأنه يوم العشر (١) يأخذ معزاة وينتف شعرها بيديه، ولكنا ما ظهرنا على ذلك منه.

ومات ولده المذكور فأسف عليه أسفا عظيما بل [أسف عليه] كل من رآه من الناس، واشترى له عبدا صغيرا ابن سبع سنين وأقرأه وجدّ فيه واجتهد فحفّظه القرآن العظيم، وعلمه إعراب آيات وصار لا يفتر عن تعليمه حتى مهر وبهر واشتهر، وكان صاحب الترجمة يحضر دروس العلماء خصوصا الشيخ تقى الدين الشمنى (٢) الحنفى، ويعرف صناعة النجارة، ويعمل الأشياء النفيسة فيتغالى (٣) الرؤساء فى شرائها بأغلى الأثمان، ويعرف صناعة الحدادة ويتقنها إتقانا حسنا، ويصنع الإسفيداج (٤) وغير ذلك من الطرائف، ورتب له فى البخارى الذى يقرأ بقلعة الجبل - بحضور السلطان يكون ختمه - صرة


(١) أى عاشر المحرم.
(٢) فى الأصل «السمنى» والصحيح ما أثبتناه بالمتن بعد مراجعة الضوء اللامع ٢/ ٤٩٣ حيث الضبط منه، وقد ترجم له السخاوى ترجمة مطولة، وكذلك السيوطى فى بغية الوعاة، انظر أيضا شذرات الذهب ٧/ ٣١٣ - ٣١٤.
(٣) فى الأصل «فيغالوا».
(٤) انظر عنه الخوارزمى: مفاتيح العلوم، ص ١٤٩، والقانون لابن سينا ١/ ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>