للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وترقى فى الوظائف السنية إلى أن وصل إلى حجوبية (١) الحجاب بالديار المصرية فى الدولة الظاهرية خشقدم، وصار له فى البلد حرمة وسمعة، ثم نقل منها إلى نيابة حلب فأقام بها، ثم ولى نيابة الشام فاستمر بها إلى أن قبض عليه فى دولة الظاهر يلباى بواسطة خيربك (٢) الدوادار الظاهرى خشقدم الذى صاهر بيت (٣) الصاحب جمال الدين يوسف بن كاتب جكم فإنه كان صاحب الحل والعقد فى دولته، وتوجهوا به إلى القدس الشريف منفيا، ثم أعيد فى دولة الملك الأشرف أبو النصر قايتباى - عز نصره - إلى كفالة الشام ثانيا عوضا عن المقر الأشرف العالى السيفى أزبك من ططخ بحكم استقرار الأمير المذكور فى الإمرة الكبرى عوضا عن جانبك الإينالى المشهور بقلقسيز الأشرفى برسباى بحكم القبض عليه من شاه سوار المخذول.

ومات قبله بأيام يسيرة داوداره أبو بكر، واشتملت تركة صاحب الترجمة وتركة أبى بكر الدوادار المذكور على مال قيل إنه يزيد على مائتى ألف دينار وتوجه لضبط تركتهما الأمير الأجل قجماس الظاهرى جقمق وأحضر صحبته نحوا من أربعين ألف دينار نقدا خارجا عن القماش والصوف والسمور والسنجاب والبعلبكى والسلاح والخيول والجمال والمماليك والعبيد والإماء والأملاك والرزق والإقطاعات والبغال والأمتعة وغير ذلك.

وكان دواداره أبو بكر المذكور أصله فلاحا فخدم بجمقدارا عند صاحب الترجمة مدة فقرّبه وصار يرسله إلى المباشرين والأمراء فحصلت حاله ونمى ماله وكان كثير القلاقل، فبلغه عنه كلام فغضب عليه وضربه وطرده وأخذ ماله


(١) وذلك فى المحرم سنة ٨٦٦ هـ، راجع بدائع الزهور لابن إياس، ص ١٠٨.
(٢) راجع الضوء اللامع ٣/ ٧٨٢.
(٣) بلا تنقيط فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>