للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصل هذه الفتنة فى عزل القاضيين الشافعى والمالكى قصة الخواجا ابن (١) الزمن لما أراد أن يبنى بالمسعى حوانيت (٢) فمنعه القاضى برهان الدين من ذلك (٣) وجمع الناس وجدد المسعى فوجد ما يروم بناءه ابن الزمن داخلا فى المسعى فمنعه، فلما ولى القاضى محب الدين بن أبى السعادات عوضا عنه أقام عنده الخواجا ابن الزمن بينة أن هذا البناء وضع بحق وأنه يملكه وأنه تلقاه بالشراء، وهو حوانيت على الهيئة التى يروم فعلها وثبت ذلك عليه وحكم به، وشرع فى بنائه ليلا فما (٤) أصبح النهار إلا وقد بلغ مقصوده.

وغير ذلك أن غرس الدين خليل قاضى القدس الذى وقع بينه وبين المقادسة ما تقدّم ذكره من وثوبهم عليه ونهبهم لداره وقتله، ولولا اللطف لفتكوا به، ثم حضروا إلى القاهرة فانتصف عليهم أولا ثم انتصفوا عليه بعناية الله ومساعدة رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله على المسلمين، فإنهم علماء صلحاء، غير أن القاضى أراد الترفع عليهم وما ساعه (٥) إلا أن اختفى، وذلك مع مساعدة عظيم الدنيا الدوادار الكبير والسلطان وضرب أحد من خاصمه بالمقارع، ومع ذلك فإن أركان الدولة ما هم راضون به، وأيضا فما هو


(١) أورد السخاوى ثلاثة باسم «ابن الزمن» أحدهم محمد بن عمر (الضوء اللامع ٨/ ٧٠٣) وثانيهم ابنه «محمد» (نفس المرجع ٩/ ٤٥٣) وابن أخيه إبراهيم بن عبد الكريم (شرحه، ج ١ ص ٦٩) دون أن يشير فى إحدى هذه التراجم إلى ما أورده ابن الصيرفى بالمتن، غير أن الأرجح أن المقصود أعلاه هو الأول منهم.
(٢) فى الأصل «حوانيتا».
(٣) الوارد فى الضوء اللامع ج ١ ص ٩٤ أن التوقيع بعزله كان بسفارة الشمس بن الزن أحد خواص الملك لمعارضته إياه فى البناء لما أنشأ رباطه بالمسعى ومنه العمال من الحضر لكونه فى المسعى، وساعد القاضى من كان هناك من العلماء المجاورين ونحوهم حيث كتب ابن الزمن بما تقتضى عزله، فأجيب لذلك.
(٤) فى الأصل «فلما».
(٥) يعنى بذلك «ما وسعه».

<<  <  ج: ص:  >  >>