وأخبرنى - من لفظه - المقر الأشرف الزينى ابن مزهر كاتب السر الشريف حفظه الله على المسلمين أن السلطان نصره الله أمره أن يكتب للشريف محمد سلطان مكة أن لا يكاتب السلطان «بأقل العبيد»، وكذا إلى المنصور عثمان بن الظاهر جقمق أن لا يكتب له «المملوك»، وكذا للمؤيد أحمد بن الأشرف إينال، فجزاه الله خيرا عن دينه ودنياه وأيّده ونصر جيوشه وبلغه مآربه وألهمه الحق وجنّبه الباطل على، إنه كل شئ قدير، وبالإجابة جدير.
يوم الخميس خامس عشريه ضرب السلطان شخصا من موقعى الأمراء يعرف بابن المصرى بالمقارع بسبب أنه زوّر كتبا على السلطان فرسم بحبسه والذى كتب باسمه ذلك رسم بنفيه، فالله أسأل السلامة.
يوم الأحد ثامن عشريه توجه السلطان إلى كوم اسفير لضيافة القاضى كريم الدين عبد الكريم بن القاضى علم الدين أبى الفضل بن جلود كاتب المماليك، وتوجه فى خدمته المقر الأشرف الكريم العالى الأتابكى السيفى أزبك من طخ الظاهرى وغيره من الأمراء المقدمى الألوف وغالب العسكر وأقام هناك ومدت له المدات الهائلة من المآكل والمشارب والسكر والحلوى والفواكه، وقدم له ما يليق به وعاد إلى القلعة.
يوم الأحد تاسع عشريه حضر عيسى بن بقر فى الحديد وطلع بين يدى السلطان فرسم بضربه فضرب ضربا مبرحا على بدنه، ورسم بسجنه فى المقشرة، ورسم لبقر (١) أن يستقر عوضه وأن يحاسب عيسى على ما فى جهته من مال السلطان ليقوم به وسبب ذلك أنه خرب قطيا وأحرق أشجارها وقتل منها
(١) المقصود بذلك بقر بن راشد بن أحمد شيخ عرب الشرقية، وقد سماه السخاوى فى الضوء اللامع ٣/ ٧٥ بابن أخى بيبرس، وكانت وفاته سنة ٨٧٧ هـ.