للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا والغلاء موجود فى سائر المأكولات لا سيما سعر الغلال، فإن القمح وصل إلى ألف درهم ومائتى درهم الإردب، والشعير والفول بنحو ذلك، وقد طال هذا الغلاء بمصر والقاهرة وضواحيها نحو ثلاث سنين، فلله الأمر.

وفى يوم الخميس ثامنه خلع على الأمير لاجين الظاهرى أحد المقدمين الألوف واستقر فى إمرة مجلس عوضا عن الأمير قرقماس الجلب المقتول فى وقعة شاه سوار بحكم شغورها بعد قتله أشهرا.

وفى يوم السبت عاشره ركب السلطان من قلعة الجبل وتوجه لبيت المقر الأشرف السيفى إينال الأشقر ليعوده فإنه تمرّض بعد مجيئه من حلب، فقدّم للسلطان خيولا وغير ذلك فردّها ولم يقبل منه شيئا.

وفى يوم الاثنين تاسع عشره قدم الأمير الأتابك جانبك الإينالى المشهور بقلقسيز إلى القاهرة وتمثّل بين يدى السلطان نصره الله، فقبّل الأرض فأكرمه ورحّب به وقام له وخلع عليه كاملية بمقلب سمور، وقيّد له فرسا بسرج ذهب وكنبوش زركش، ورسم له بالركوب من عند باب البحرة، فركب وتوجه إلى داره مكرما، وهذا من الفرج بعد الشدة، وإلا فما قال أحد بإطلاقه وحضوره إلى القاهرة بعد القبض عليه وسجنه وأسره، فسبحان القادر على كل شئ؛ واستمر فى داره وهو فى التهانى والأفراح والأسمطة وغيرها بعد ما عمل له بيته العزاء عليه أياما وقطعوا وجزموا بموته إلى يوم الخميس ثانى عشريه طلبه السلطان - نصره الله - وخلع عليه بإمرة سلاح عوضا عن الأمير بردبك هجين الظاهرى المقتول فى واقعة شاه سوار بحكم شغورها عنه سنة وسبعة شهور تخمينا.

وخلع على الأمير إينال [اليحياوى] (١) الأشقر الظاهرى [جقمق] أحد


(١) أضيف ما بين إلى الحاصرتين من الضوء ٢/ ١٠٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>