للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيم الدنيا يشبك من مهدى الدوادار كبير وصاحب الحل والعقد ومشير الدنيا ومدبرها - من فائض الدولة الشريفة بمائة ألف دينار، وصعد بها دواداره قانصوه الشكل الحسن، فخلع عليه السلطان كاملية سمور بمقلب سمور وفوقانيا بطراز زركش، وأنعم عليه بخمسمائة دينار وبتركاش فضة وقوس حلقة خاص، وعاد إلى دار أستاذه فى مهابة عظيمة وحشمة زائدة.

ولما كان يوم السبت ثالثه صعد المماليك السلطانية لقبض كسوتهم، فحين حضر واحد منهم وقبض الكسوة أعطى نفقة السفر فسقط فى يده، ولم يسع من حضر إلا السمع والطاعة، وأصبحوا كذلك فى قبض الكسوة والنفقة.

واتفق فى هذه النفقة أمور غريبة منها أن تغرى بردى المحيى بن الشحنة طلع فقبض كسوته أسوة بالمماليك السلطانية فلم يعطوه نفقة شاه سوار لأنه ما كتب، وخرج من الحلقة، ثم عاد وسأل فى السفر إلى شاه سوار وقبض النفقة فردّ فألح، فطلب له السلطان قوسا فلم يقدر على جبذه واستعيدت منه الكسوة، ومسح اسمه من الديوان، فانظر لهذا الصنيع القبيح.

ومنها أن شخصا من المماليك السلطانية قبض نفقة شاه سوار وكسوته فسقطت منه ورجع إلى السلطان وأخبره بذلك ليعطيه عوضها فزجره وهدده ولم يصدقه على ذلك فعاد مكسورا، فقدّر الله أن وجد الصرة شخص من الجند، وبلغته قصة المملوك الذى سقطت منه فسأل عن بيته وأعلمه بأنه وجد النفقة، فلم يرض بأخذها منه وقال له: «أصعد أنا وأنت لخدمة السلطان لتعلمه بما وقع!»، فأصبحوا وأعلموا السلطان بالقضية فأنعم على المملوك الذى وجد الصرة بها، وأبطل الذى ضاعت منه من السفر إلى قتال شاه سوار.

ومنها أن شخصا من المماليك الظاهرية خشقدم وقف للسلطان يسأله فى إبطاله من سفر شاه سوار، واعتذر بأن عينيه فى غاية الألم وحصل عليهما حرقة

<<  <  ج: ص:  >  >>