للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى يوم الثلاثاء ثانيه أرسل السلطان - نصره الله - إلى المقر الأشرف الأتابكى أزبك - أعز الله أنصاره - يأمره بالسفر فى يوم الثلاثاء تاسعه فأجاب بالسمع والطاعة، واعتذر أثناء ذلك أن السلطان إلى يوم تاريخه لم يجهز له نفقة السفر، فلما بلغ السلطان ذلك أرسل إليه من الغد إثنى (١) لم يجهز ألف دينار.

وفى يوم الخميس رابعه خلع على قاضى القضاة السبد الشريف سراج الدين عمر بن حريز واستقر فى قضاء المالكية عوضا عن أخيه السيد حسام الدين (٢) بحكم وفاته لرحمة الله.

وفيه خلع على عظيم الدنيا ومشيرها ووزيرها ودوادارها الكبير وصاحب حلها وعقدها بوظيفة الأستادارية الكبرى مضافا لما ذكر، وهذا شئ لم يقع لغيره من الأمراء فى سائر الدول، أعنى من جميع هذه الوظائف السنية.

وقبض السلطان فى هذا اليوم على الأمير زين الدين الأستادار كان، والصاحب مجد الدين اسماعيل بن البقرى، وألزم زين الدين المذكور بحمل مائة ألف دينار، وأما زين الدين فحلف وصمم أنه لا يملك شيئا سوى دوره وأوقافه.

وفى يوم السبت حمل موسى ابن كاتب غريب من بيته من المقسم على قفص حمال إلى القلعة فحبس بالبرج منها، والذى يظهر لى أن أمر هؤلاء الممسوكين جميعهم راجع إلى رأى الأمير المعظم المكرم عظيم الدنيا الدوادار الكبير، فإنه الآن صار مدبر المملكة ومشيرها ونظامها وصاحب حلها وعقدها والمتصرف (٣) فيها.


(١) فى الأصل «إثنا».
(٢) راجع عن سراج الدين الضوء اللامع ٦/ ٢٦٢، وعن أخيه حسام الدين نفس المرجع ٧/ ٤٥٤.
(٣) فى الأصل «ومتصرف».

<<  <  ج: ص:  >  >>