للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضيافة أن السلطان أرسل يعرّف المنصور بذلك، فركب المنصور من دار صهره الأتابك أزبك من بين السورين (١) وصعد لباب (٢) القلة فنزل هناك عن ظهر فرسه، ودخل ماشيا إلى باب الحوش السلطانى فجلس فيه قليلا إلى أن طلبه السلطان وجاءه الإذن بالدخول الى البحرة التى جددها الملك الظاهر خشقدم، فجلس قليلا وطلبه السلطان إلى أعلى البحرة القديمة، فبمجرد وقوع بصر السلطان - نصره الله - على المنصور قام له وجلسا بغير مرتبة، غير أن كلا منهما جلس على مقعد، ثم حضر الفطور من الأشربة وغيرها فتناولا منه المعتاد، ثم حضر السماط الملوكى المفتخر فأكلا، ولم يحضر السماط أحد من الأمراء المقدمين الألوف غير الأمير جانبك من ططخ الأمير آخور الكبير وبعض أمراء عشرات وبعض خاصكيته، ولما انتهى السماط وقدّموا المشروب من السكر وغيره رسم السلطان بكاملية مخمل أخضر بسمور بمقلب سمور ليلبسها الملك المنصور، فحضرت ولبسها وقاما واعتنقا وانصرفا، وفى الحال رسم السلطان الملك المنصور أن المركوب الذى طلب له يركبه من باب البحرة من الحوش السلطانى، فركب كما رسم وتوجه إلى منزله. ثم إن السلطان أرسل إليه يخبره فى المجاورة بمكة أو العود مع الحاج إلى الإسكندرية، فاختار العود إلى الإسكندرية، واعتل بأن الإمام الأعظم أبا (٣) حنيفة النعمان ابن ثابت الكوفى كره المجاورة بمكة.

ثم إن المنصور شرع فى تجهيز نفسه للسفر، فأرسل إليه جميع الأمراء المقدمين (٤) الذين بالقاهرة - كل نفر - ألفا وخمسمائة دينار، وأرسل


(١) انظر تعليقات المرحوم محمد رمزى فى النجوم الزاهرة ٤/ ٣٩ حاشية رقم ٣.
(٢) هو أحد أبواب القلعة، وعرف بهذا الإسم نسبة إلى قلة كان الظاهر بيبرس قد بناها، راجع ذلك بالتفصيل فى القلقشندى: صبح الأعشى ٣/ ٢١٢، المقريزى: الخطط ٣/ ٢٧٢.
(٣) فى الأصل «أبى».
(٤) فى الأصل «المقدمون الذى».

<<  <  ج: ص:  >  >>