ويحميه إيمانه بالله من التسخط.
الثالثة: الرضا، وهو أعلى من ذلك، وهو أن يكون الأمران عنده سواء، إن أصيب بنعمة أو أصيب بضدها.
فالكل عنده سواء، لتمام رضاه بربه سبحانه وتعالى.
الرابعة: الشكر، وهو أعلى المراتب، وذلك أن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة، فيكون من عباد الله الشاكرين، فإنه إذا عرف أن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته، أو رفعة درجاته، أو زيادة حسناته، شكر الله على ذلك.
فللإنسان عند المصائب أربعة مقامات وأربعة أحكام:
الأول: الجزع .. وهو محرم.
الثاني: الصبر .. وهو واجب.
الثالث: الرضا .. وهو مستحب.
الرابع: الشكر .. وهو أحسن وأفضل وأكمل، فإن المصيبة يترتب عليها أجر عظيم وتلك نعمة، وكل نعمة لا بد لها من الشكر، والإنسان إذا لم يأت بخطيئة، وأصابته مصيبة فنقول له: إن هذا من باب امتحان الإنسان على الصبر، ورفع درجاته باحتساب الأجر، وهذه المصيبة لا تلاقي ذنباً تكفره، لكنها تلاقي قلباً تمحصه، ليصل المرء بصبره إلى أعلى درجات الصابرين.
وفي كل مصيبة وفي كل بلاء خمس فوائد، ينبغي للعبد أن يشكر الله عليها:
الأولى: أن كل مصيبة مهما كانت فالله قادر أن يجعلها أعظم، فليشكر الله إذ لم تكن أعظم، فمن ذهب بعض ماله فليحمد الله أنه لم يذهب كل ماله.
الثانية: أن المصيبة كانت في الدنيا أو النفس، ولم تكن في الدين.
الثالثة: أنها عجلت في الدنيا، ومصائب الدنيا يتسلى عنها فتخف، ومصيبة الآخرة دائمة لاذعة وقاسية.
الرابعة: أن هذه المصيبة مكتوبة عليه في أم الكتاب، ولم يكن بد من وصولها إليه، فقد وصلت واسترا ح منها، فهي نعمة، فليرض بذلك ويشكر الله عليها،