أما التشريع المتعلق بإصلاح الروح فإنه يدور على الوظائف والأعمال التعبدية التي شرعها الله، وأذن بفعلها كالصلاة والزكاة، والصيام والحج ونحوها.
فهذه العبادات تزكي الروح وتطهرها.
ومن علامات السعادة والفلاح أن العبد كلما زيد في علمه، زاد في تواضعه وخشيته .. وكلما زيد في عمله زاد خوفه وحذره .. وكلما زيد في عمره نقص من حرصه .. وكلما زيد في ماله زاد في سخائه وبذله .. وكلما زيد في قدره وجاهه زاد في قربه من الناس، وقضاء حوائجهم، والتواضع لهم ..
وعلامات الشقاوة:
أنه كلما زيد في علمه زاد في كبره وتيهه .. وكلما زيد في عمله زاد في فخره واحتقاره للناس، وحسن الظن بنفسه .. وكلما زيد في عمره زاد في حرصه .. وكلما زيد في ماله زاد في بخله وإمساكه .. وكلما زيد في قدره وجاهه زاد في كبره وتيهه.
والله عزَّ وجلَّ كلف هذه الأمة بأمرين:
الأول: إظهار الدين في حياة الإنسان في جميع الأحوال.
الثاني: أن ينقل هذا الدين بالجهد إلى العالم كله.
وجعل سبحانه سعادة القلوب بـ (لا إله إلا الله)، فكل قلب يخلو منها فهو أشعث مضطرب.
وجعل سعادة الأبدان بـ (محمد رسول الله)، فكل بدن يخلو من السنن والأحكام والآداب والمعاشرات والأخلاق التي جاء بها محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو في شقاء وضلال: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (١١٥)} [النساء: ١١٥].