والتمسك بالكتاب في جد وقوة .. وأداء شعائر العبادة .. هما طرفا المنهج الرباني لصلاح الحياة وسعادة البشرية.
فتحكيم هذا الكتاب في حياة الناس، لإصلاح هذه الحياة، مع إقامة شعائر العبادة، لإصلاح قلوب الناس، هما طرفا المنهج الذي تصلح به الحياة والنفوس، ولا تصلح بسواه: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (١٧٠)} [الأعراف: ١٧٠].
وما تفسد الحياة إلا بترك طرفي هذا المنهج الرباني، ترك الاستمساك الجاد بالكتاب، وتحكيمه في حياة الناس، وترك العبادة التي تصلح القلوب، فتطبق الشرائع دون احتيال على النصوص كالذي يصنعه أهل الكتاب حين تفتر القلوب عن العبادة، فتفتر عن تقوى الله كما حصل لأهل السبت حين احتالوا لأخذ الحيتان فقلبهم الله قردة خاسئين.
إن الإسلام منهج متكامل يقيم الحكم على أساس الكتاب، ويقيم القلب على أساس العبادة لله، ومن ثم تتوافى القلوب مع الكتاب فتصلح القلوب، وتصلح الحياة.
إنه منهج الله، لا يعدل عنه، ولا يستبدل به منهجاً آخر إلا الذين كتبت عليهم الشقوة وحق عليهم العذاب.
إن الأمن والقرار لا يكونان إلا في جوار الله وحماه، لا في البر ولا في البحر، والبشر وجميع المخلوقات كلهم في قبضة الله في كل لحظة، وفي كل بقعة.
إنهم في قبضته في البر كما هم في قبضته في البحر، كما هم في قبضته في الجو.
فكيف يأمنون أن يخسف الله بهم إذا عصوه جانب البر، بزلزال أو بركان أو بغيرهما من الأسباب التي يأمرها الله فتفعل ما يشاء؟.
أو يرسل عليهم عاصفة بركانية، تقذفهم بالحمم والماء والطين والأحجار، فتهلكهم دون أن يجدوا لهم من دون الله وكيلاً يحميهم ويدفع عنهم؟.