فتحمل الشياطين أحدهم في الهواء، وتخبره ببعض الأمور الغائبة، وقد تأتيه بنفقة أو كسوة أو طعام ونحو ذلك من الأحوال الشيطانية، فتجد أحدهم ظالماً مرتكباً للفواحش، وملابساً للخبائث من النجاسات والأقذار التي تحبها الشياطين كما قال سبحانه: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (٢٢١) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٢٢٢) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (٢٢٣)} [الشعراء: ٢٢١ - ٢٢٣].
وكل من أعرض عن الله التحق به شيطان يضله ويهديه إلى عذاب السعير كما قال سبحانه: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٧)} [الزخرف: ٣٦، ٣٧].
وقد نهى الله تبارك وتعالى المؤمنين عن موالاة الكافرين، وأخبر أن من تولاهم فإنه منهم.
ومن صور موالاة الكفار:
التولي العام لهم .. المودة والمحبة لهم .. الركون إليهم .. مداهنتهم وموالاتهم .. مجالستهم ومزاورتهم .. مصاحبتهم ومعاشرتهم .. الرضا بأعمالهم .. مشاورتهم وطاعتهم .. تقريبهم في المجالس .. استعمالهم في أمور المسلمين .. اتخاذهم بطانة من دون المؤمنين .. البشاشة لهم وإكرامهم .. تعظيمهم وتسويدهم .. السكنى معهم في ديارهم .. استئمانهم وقد خونهم الله .. معاونتهم في أمورهم .. التشبه بهم، ونحو ذلك من صور الموالاة.
والمؤمن لا يستقيم إيمانه، ولو وحد الله وترك الشرك، إلا بعداوة المشركين، والتصريح بهم بالعداوة والبغضاء كما قال سبحانه:{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}[المجادلة: ٢٢].