السبب الثامن: من رأى أن في الإسلام، ومتابعة الرسول، إزراءً وطعناً منه على آبائه وأجداده، وذماً لهم.
وهذا هو الذي منع أبا طالب وأمثاله عن الإسلام، لئلا يسفه عقول وأحلام آبائه وأجداده، حتى قال عند موته لما عرض عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - الإسلام: هو على ملة عبد المطلب، مع يقينه بصحة نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وصدقه.
السبب التاسع: متابعة من يعاديه من الناس للرسول - صلى الله عليه وسلم -، وسبقه إلى الدخول في الإسلام، وعلو شأنه فيه، فيحمله ذلك على معاداة الحق وأهله، كما جرى لليهود مع الأنصار، فلما أسلم الأنصار، وكانوا أعداء اليهود، حملتهم معاداتهم لهم على البقاء على كفرهم ويهوديتهم.
السبب العاشر: مانع الإلف والعادة والمنشأ، وهذا السبب أغلب على الأمم، فدين العوايد هو الغالب على أكثر الناس، فالانتقال عنه كالانتقال عن الطبيعة إلى طبيعة ثابتة، وعن دار إلى دار أخرى.
فصلوات الله وسلامه على أنبياء الله ورسله، خصوصاً خاتمهم وأفضلهم محمد - صلى الله عليه وسلم -.
كيف غيروا عوائد الأمم الباطلة، وطريقة حياتهم المعوجة، ونقلوهم إلى الإيمان والأعمال الصالحة، والأخلاق العالية، وبذلوا كل ما يقدرون عليه من أجل إعلاء كلمة الله.
وكل من كفر بالله واستكبر عن عبادة الله لا بدَّ أن يعبد غيره، فالإنسان حساس يتحرك بالإرادة، وكل إرادة لا بدَّ لها من مراد تنتهي إليه، فلا بدَّ لكل عبد من مراد محبوب هو منتهى حبه وإرادته.
فمن لم يكن الله معبوده، ومنتهى حبه وإرادته، فلا بدَّ أن يكون له مراد محبوب يستعبده غير الله.
إما المال .. وإما الجاه .. وإما الصور .. وإما ما يتخذه إلهاً من دون الله كالشمس والقمر .. والكواكب والأوثان .. وقبور الأنبياء والصالحين .. أو من الملائكة