للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٤].

وقال سبحانه: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٤٥)} [المائدة: ٤٥].

وقال سبحانه: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٤٧)} [المائدة: ٤٧].

فالظلم صفة أخرى لمن لم يحكم بما أنزل الله، فهو كافر باعتباره رافضاً لألوهية الله سبحانه، واختصاصه بالتشريع لعباده وحده.

وهو ظالم بحمل الناس على شريعة غير شريعة الله الصالحة المصلحة لأحوالهم، وهو ظالم لنفسه بإيرادها موارد الهلكة، وتعريضها لعقاب الكفر، وتعريض حياة الناس وهو معهم للفساد.

وصفة الفسق صفة ثالثة، تضاف إلى صفتي الكفر والظلم من قبل، فهو فاسق بخروجه عن منهج الله، واتباع غير طريقه.

فالكفر برفض ألوهية الله ممثلاً في رفض شريعته .. والظلم بحمل الناس على غير شريعة الله .. والفسق بالخروج عن منهج الله وتجاوزه إلى غيره.

لقد ربى الله تبارك وتعالى هذه الأمة بمنهج القرآن، وقوامة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى وصلت إلى المستوى الذي تؤتمن فيه على دين الله، في نفوسها وحياتها وقوامتها على البشرية.

لقد رباها الله عزَّ وجلَّ بشتى التوجيهات، وشتى المؤثرات، وشتى التشريعات، وشتى الابتلاءات.

وأعدها سبحانه بعقيدتها، وسلوكها، وأخلاقها، وشريعتها، ونظامها، لأن تقوم على دين الله في الأرض، ولأن تتولى القوامة على البشر.

وقد حقق الله ما يريده بهذه الأمة، فقامت في واقع الحياة الأرضية في عهده - صلى الله عليه وسلم - تلك الصورة الوضيئة من دين الله، حين كان دين أولئك سمعنا وأطعنا.

وتملك البشرية ذلك اليوم حين تعود إلى ربها، وتجاهد لبلوغ رضاه، فيعينها

<<  <  ج: ص:  >  >>