للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الارتباط بين عمل الإنسان وجزائه.

وهاتان حقيقتان ضروريتان لكل علم حق، وبدونهما يبقى العلم قشورًا لا تؤثر في حياة الإنسان، ومعلومات تصدع الرؤوس.

ومن أوتي من العلم مالا يبكيه، ولا يبعثه لطاعة ربه، ولا يزجره عن معصيته، خليق أن لا يكون أوتي علماً ينفعه، ويؤثر في عقله وقلبه، وروحه وبدنه، لأن الله وصف العلماء بقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (١٠٧) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (١٠٨) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (١٠٩)} [الإسراء: ١٠٧ - ١٠٩].

وقوله سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (٢٨)} [فاطر: ٢٨]

ومن علم هذا تفطر قلبه على كل علم يجر إلى الكبر، ولا يبعث على الخشية والعمل.

وشعور الإنسان بأن له خالقًا، خلقه، وخلق هذا الكون، يغير من شعوره بالحياة، ويجعل لوجوده قيمةً وهدفًا.

وشعوره بأن خالقه محاسبه في الآخرة ومجازيه يغير من فكره وعمله.

فيؤثر الإيمان على الكفر .. والأعمال الصالحة على ما سواها .. والآخرة على الدنيا .. والأوامر على الشهوات .. والسنن على العادات.

فسبحان من استأثر بعلم كل شيء، وأحاط بكل شيء، وقدر كل شيء، وتصرف في كل شيء، وله كل شيء.

فالله قوي والعبد ضعيف .. والله قادر والعبد عاجز .. والله غني والعبد فقير .. والله عليم بكل شيء .. والعبد جاهل بكل شيء إلا ما علمه الله إياه.

أعلمه الله أشياء .. وأخفى عنه أشياء .. وأقدره على أشياء .. وأعجزه عن أشياء .. وهو الحكيم العليم.

اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، واجعلنا هداة مهتدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>