ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام.
ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة .. ومنهم من يعرفه بالقوة والقدرة .. ومنهم من يعرفه بالعزة والكبرياء .. ومنهم من يعرفه بالرحمة واللطف .. ومنهم من يعرفه بالقهر والملك .. ومنهم من يعرفه بالرقابة والحفظ .. ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته، وإغاثة لهفته، وقضاء حاجته.
وأكمل هؤلاء من عرفه بجميع أسمائه وصفاته، ونعوت جلاله.
فرأى ربه فعالاً لما يريد، فوق كل شيء، قادراً على كل شيء، خالقاً لكل شيء، أكبر من كل شيء، وبيده كل شيء، وخزائنه مملوءة بكل شيء: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٦٨)} [يونس: ٦٨].
وأحب العباد إلى الله وأكرمهم عليه العارفون بما يستحقه مولاهم من أوصاف الجلال ونعوت الكمال، وبما أسداه إلى عباده من الإنعام والإفضال، وبما يستحيل عليه سبحانه من العيوب والنقائص، والتحول والزوال، وما يجوز له فعله من الأمر والنهي، والوعظ والزجر، والبعث والإرسال، والتبشير والإنذار، والحشر والنشر، والثواب والعقاب، والإهانة والإجلال.
فهم لا يعبدون سواه، ولا يبغون إلا رضاه.
قد أحضرهم لديه، فلا يشكون إلا إليه، ولا يتوكلون إلا عليه، فهم في رياض معرفته حاضرون، وإلى كمال صفاته ناظرون:
إن نظروا إلى جلاله هابوه .. وإن نظروا إلى جماله أحبوه.
وإن نظروا إلى إحسانه شكروه .. وإن نظروا إلى شدة نقمته خافوه.
وإن نظروا إلى سعة رحمته رجوه .. وإن نظروا إلى آلائه وإنعامه حمدوه.
وإن نظروا إلى أمره ونهيه أطاعوه .. وإن نظروا إلى ندائه أجابوه.
وإن نظروا إلى توحده بالأفعال لم يتكلوا إلا عليه.
وإن نظروا إلى اطلاعه عليهم استحوا أن يخالفوه.