الأمانة .. والظلم والإيذاء .. والتواطؤ على الشر .. والنظر إلى عورات المسلمين .. وفتنة المؤمنين والمؤمنات .. والسب والقذف .. والصد عن سبيل الله .. إلخ.
وكانت حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - حافلة بالمواقف التي تدل على حسن الخلق، وحسن المعاملة مع الشعوب المسلمة وغير المسلمة في جميع جوانب الحياة؛ لتأليف قلوبهم، وجذبهم بتلك الأخلاق من الرحمة والعفو، والإحسان، والإكرام، والحلم والصبر للدخول في الإسلام، راغبين لا مكرهين.
أما ما يتعلق بالحاكم والدولة، فقد بين الله في القرآن واجبات الحاكم وحقوقه:
فأمر الله في كتابه الحاكم المسلم أن يجعل سياسته حسب مراد الله، ومن هنا كانت السياسة في الإسلام عبادة من العبادات، لها أوامر وسنن وأحكام وآداب.
فأمر الله الحاكم بالحكم بالحق والعدل .. ورغبه في العفو والإحسان .. وأمره بالصبر والرفق .. وإقامة الحدود .. والاهتمام بمصالح المسلمين .. وأداء الحقوق .. والاهتمام بالرعية والنصح لهم .. والعناية بتعليمهم .. وتفقد أحوالهم .. والإحسان إليهم وامتثال أوامر الله في كل حال .. والدعوة إلى الله .. والجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله .. والحكم بما أنزل الله.
ونهاه عن الدجل والنفاق .. والخداع والكذب .. والظلم والغش .. واتباع الهوى .. وأكل الأموال بالباطل .. والاستكبار في الأرض .. والحكم بغير ما أنزل الله .. واجتناب كل ما نهى الله عنه: {يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (٢٦)} [ص: ٢٦].
فما أحسن هذا الكتاب، وما أعظم الرب الذي أنزله، وما أحسن الآداب والسنن والأحكام التي اشتمل عليها، وما أعظم الأخلاق العالية التي يدعو إليها: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩)} [النحل: ٨٩].