وقد بين الله عزَّ وجلَّ في القرآن أصول دعوة الأنبياء بالتفصيل، وبين كيفية عرض الإسلام على الأفراد والأمم والحكام .. وعلى الأقوياء والضعفاء .. وعلى الأغنياء والفقراء وغيرهم.
فذكر قصص الأنبياء مع أممهم، وبين كيف نصر الله رسله وأتباعهم .. وكيف خذل ودمر من عاندهم وآذاهم.
سواء كان حاكماً كفرعون ونمرود .. أو فرداً كقارون .. أو شعباً .. أو قبيلة .. أو أمة .. أو عائلة .. أو قوماً كعاد وثمود وغيرهما.
والقرآن الكريم كما أنه كتاب توحيد وإيمان، كذلك هو كتاب شريعة، وكما أنه كتاب علم وحكمة، كذلك هو كتاب دعاء وعبودية، وكتاب أمر ودعوة، وكما أنه كتاب ذكر، كذلك هو كتاب فكر.
وميادين جهد المسلم على القرآن أربعة:
جهد على ألفاظ القرآن بحسن التلاوة .. وجهد على معانيه بالفكر والاعتبار، وجهد على العمل بالقرآن في جميع شعب الحياة .. وجهد على الدعوة إلى القرآن، وإبلاغه البشرية في أنحاء الأرض كما قال سبحانه: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٥٢)} [إبراهيم: ٥٢].
والناس في ذلك متفاوتون، وكل له من ذلك نصيب، وأكملهم أعرفهم بكتاب الله، الذي جمع الله فيه علم الأولين والآخرين: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (٦)} [الجاثية: ٦].