للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكهف: ٢٨].

والقرآن الكريم صفة لله غير مخلوق؛ لأنه كلامه، منه بدأ وإليه يعود.

تكلم به عزَّ وجلَّ، وسمعه جبريل من الله، وبلّغه جبريل إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -، وبلّغه محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى أمته، وعلى أمته أن تبلغه للناس كافة إلى يوم القيامة.

وإذا قرأنا القرآن فالكلام كلام البارئ، والصوت صوت القارئ.

تارة يضيفه الله إلى الرسول الملكي جبريل إضافة تبليغ لا إضافة إنشاء كما قال سبحانه: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠)} [التكوير: ١٩، ٢٠].

وتارة يضيفه الله إلى الرسول البشري محمد - صلى الله عليه وسلم - إضافة تبليغ لا إضافة إنشاء؛ لأنه هو الذي بلّغه إلى أمته كما قال سبحانه: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (٤١)} [الحاقة: ٤٠، ٤١].

وتارة يضيفه الله إلى نفسه؛ لأنه هو الذي تكلم به كما قال سبحانه: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (٦)} [التوبة: ٦].

والقرآن العظيم فيه تبيان كل شيء، وهو هدى ورحمة، ونور وشفاء.

وعمل القلب عند تلاوة القرآن:

أن يستحضر عظمة المتكلم به وهو الله تبارك وتعالى .. ويفهم عظمة كلامه سبحانه .. ويحضر قلبه ويترك حديث النفس عند تلاوته .. ويتدبر ما يقرأ وهو أمر وراء حضور القلب .. ويفهم من كل آية ما تحمله من أحكام .. ويتخلى عن موانع الفهم .. وأن يقدر أنه المقصود بكل خطاب في القرآن.

فإن سمع أمراً أو نهياً قدر أنه المأمور والمنهي، وإن سمع وعداً أو وعيداً فمثل ذلك.

وإن سمع قصص الأنبياء علم أنه المقصود ليعتبر ويتأثر قلبه بآثار مختلفة حسب الآيات، فيكون له بحسب كل فهم حال من الخوف والرجاء والحزن ونحو ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>