للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٢٨)} ... [لقمان: ٢٨].

ألا ما أعظم قدرة الخلاق العليم، وما أجهل البشر بعظمة ربهم وقدرته وقوته وعظمة مخلوقاته: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (١٧)} [المؤمنون: ١٧].

فهذا الرب العظيم هو الذي يستحق العبادة وحده دون سواه، لأنه الذي خلقنا، وخلق الذين من قبلنا، وخلق كل شيء، وأنعم علينا بالنعم الظاهرة والباطنة، وأمرنا بعبادته كما قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٢)} [البقرة٢١ - ٢٢].

فهل يليق بالإنسان أن يعبد مع ربه أحداً من خلقه، ويتخذ انداداً يعبدهم من دون الله، ويحبهم كما يحبه، وهم مخلوقون مثله، لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض؟

فمن أعجب العجب، وأسفه السفه أن يعلم الإنسان أن الله ليس له شريك في الخلق والرزق والتدبير، ولا في العبادة، ثم يشرك به غيره، ويعبد معه آلهة أخرى، لا تملك لنفسها ولا لغيرها نفعاً ولا ضراً.

{أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (١٩١) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٢)} [الأعراف: ١٩١ - ١٩٢].

فسبحان الخلاق لكل مخلوق .. العليم بكل شيء .. الذي لا يخفى عليه شيء .. فاعبده واصطبر لعبادته: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨٦)} ... [الحجر: ٨٦].

وإذا كان الله هو الكبير .. وهو الخلاق .. وكل ما سواه مخلوق صغير .. فهل يليق بالعاقل أن يعبد المخلوق من دون الخالق .. ويدعو الصغير من دون الكبير .. ؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>