للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رب البرية، وباع الشريف بالخسيس، وكرع في حياض العفن والدناءة.

وكلام الله المنزل قسمان:

قسم قال الله لجبريل اقرأ على النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الكتاب، فنزل جبريل بكلمة من الله وقرأه على محمد - صلى الله عليه وسلم - من غير تغيير في لفظه فهذا هو القرآن الكريم.

وقسم قال الله لجبريل قل للنبي الذي أنت مرسل إليه إن الله يقول: افعل كذا وكذا وأمر بكذا، ففهم جبريل ما قاله ربه، ثم نزل بذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهذا هو السنة النبوية.

وجبريل ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن، وكل وحي نزل من عند الله فهو ذكر منزل، والوحي كله محفوظ بحفظ الله له بيقين، وكل ما تكفل الله بحفظه فمضمون أن لا يضيع منه شيء، ولا يحرَّف منه شيء كما قال سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩)} [الحجر: ٩].

والوحي الذي أوحي إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أقسام:

الأول: وحي بمعنى الإلقاء والإلهام.

الثاني: وحي من وراء حجاب.

الثالث: وحي بواسطة الملك الكريم جبريل.

قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (٥١)} [الشورى: ٥١].

والقرآن من قبيل القسم الثالث كما قال سبحانه: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥)} [الشعراء: ١٩٢ - ١٩٥].

فالقرآن قسم واحد من الوحي، والقسمان الآخران كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يتلقى أمور الدين وأحكامه عن طريقهما، فقد أنزل الله على رسوله الحكمة كما أنزل القرآن.

والنبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم الخلق توكلاً على ربه، وأحسنهم يقيناً عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>