للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البشر من العلم؟ .. وماذا أدركوا منه؟.

إنك لو سألت أكبر العلماء منهم:

كم شعرة في رأسك؟ .. وكم نفساً تنفسته؟ .. وكم كلمة قلتها؟ .. وكم خطوة مشيتها؟ .. وكم لقمة أكلتها؟ .. وكم كلمة سمعتها؟.

لم يستطع معرفة ذلك، لكن الله علام الغيوب يعلم ذلك كله.

ولو سألته:

كم عدد قطر الأمطار؟ .. وكم عدد ورق الأشجار؟ .. وكم مثاقيل الجبال؟ .. وكم عدد الطيور والحيوانات؟ .. وكم عدد الذرات والنباتات؟.

فإنه لا يعلم، لكن الله عزَّ وجلَّ أحاط بكل شيء علماً.

ولو سألته:

كم في السموات من الملائكة؟ .. وكم في الجنة من القصور والأنهار والثمار وألوان النعيم؟ .. وكم عدد النجوم والكواكب؟ .. وكم عدد الأرواح؟ .. وكم مقادير الأرزاق؟.

فإنه لا يعلم، لكن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض، وهو بكل شيء عليم، وكل ما علمه الإنسان فهو مما علمه ربه.

ومتى يخاف الإنسان من ربه؟ .. ومتى يجلّه ويكبره ويعظمه؟.

إذا عرف عظمته وعلم قدرته، وعلم سعة رحمته وعلمه، وغزارة نعمه.

ومتى يستحي الإنسان من أخيه؟.

عندما يعلم أنه يعرف أحواله السيئة، فكيف لا يستحي العبد من ربه، وهو يعلم سره وعلانيته .. وتقواه وفجوره.

والله تبارك وتعالى له الخلق والأمر وحده.

فله أوامر على الإنسان في جميع أحواله، وإذا امتثل الإنسان هذه الأوامر سعد في الدنيا والآخرة، وهذه الأوامر هي الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>