ونراه مهيمناً على هذا الكون، متفرداً بالتصريف والتدبير.
وحين نقول:(الحَمْدُ لِلّهِ) فإننا نستحضر مستوجبات الحمد، وهي نعم الله الظاهرة والباطنة في العالم العلوي وفي العالم السفلي.
وحين نقول:(رَبّ العَالمين) فإننا نستحضر نعم الربوبية من خلق وإيجاد من عدم، إلى كون مليء بالنعم التي تعطى بلا مقابل، إلى إخضاع لقوى الكون لخدمة الإنسان، إلى منهج إلهي يحقق لنا السعادة في الدنيا والآخرة.
وحين نقول:(الرَّحْمن الرَّحِيم) فإننا نستحضر الرحمة والمغفرة، ومقابلة الإساءة بالإحسان، وفتح باب التوبة، وكل ما وضعه الله سبحانه من رحمة وسعت كل شيء في هذا الكون.
وحين نقول: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)} فإننا نستحضر يوم الحساب، وكيف أن الله سبحانه سيجزينا خير الجزاء، ويعطينا نعيماً وجنة وفق ما يريد.
فإذا استعرضنا ذلك كله، واستحضرناه، وعرفنا هذه النعم، وهذا الرب الرحيم، فما المطلوب منا؟
المطلوب هو (إِيَّاكَ نَعْبُدُ).
أي أن نعبد الله وحده لا شريك له.
والعبادة: هي الخضوع، والصلاة عبادة، والسجود هو منتهى الخضوع لله.
والله عزَّ وجلَّ أمرنا بالخضوع له أمام الناس علناً، أن أسجد وأضع رأسي مكان قدمي، وأعلن خضوع ذاتي لله أمام البشر كلهم، أعلن عبوديتي لله، وذلك حتى لا أستكبر.
والله سبحانه يريد الناس جميعاً عبيداً له وحده لا شريك له.
لذا يستوي في العبودية وفي إعلان الخضوع لله الغني والفقير، والكبير والصغير، والملك والعبد، والأبيض والأسود، والذكر والأنثى، والقوي والضعيف.
وقد أرسل الله رسوله محمداً - صلى الله عليه وسلم - ليكون مثلاً أعلى للبشرية كلها في كل شيء،