للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوراده.

ومنهم من يكون طريقه الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، قد فتح الله له فيه، ونفذ منه إلى ربه.

ومنهم من يكون طريقه الذي نفذ منه إلى ربه العمرة والحج.

ومنهم من يكون طريقه قطع العلائق، وتجريد الهمة، ودوام المراقبة، ومراعاة الخواطر، وحفظ الأوقات أن تذهب ضائعة.

ومنهم جامع المنافذ، السالك إلى الله في كل واد، الواصل إليه من كل طريق، فهو قد جعل وظائف عبوديته قبلة قلبه، ونصب عينيه، يؤديها أين كانت، ويسير معها حيث سارت.

قد ضرب مع كل فريق بسهم، فأين كانت العبودية وجدته هناك: إن كان علماً وجدته مع أهله، أو جهاداً وجدته في صف المجاهدين، أو صلاة وجدته مع القانتين، أو ذكراً وجدته مع الذاكرين، أو إحساناً وجدته في زمرة المحسنين، أو محبة أو مراقبة أو إنابة وجدته في زمرة المحبين المنيبين.

يدين بدين العبودية أنى استقلت ركائبها، ينفذ أوامر ربه حيث كانت، وأين كانت.

فهذا هو العبد الموفق السالك إلى ربه.

فإذا سلك العبد على هذا الطريق عطف عليه ربه فقربه واصطفاه، وأخذ بقلبه إليه، وتولاه في جميع أموره، في معاشه ودينه، وتولى تربيته في جميع أحواله.

فإنه سبحانه القيوم، المقيم لكل شيء من المخلوقات، المطيع منها والعاصي، ونواصيهم جميعاً بيده.

فكيف تكون قيوميته بمن أحبه وتولاه وآثره على ما سواه، ورضي به من دون الناس رباً وإلهاً، وهادياً ووكيلاً، وناصراً ومعيناً، فلو كشف الغطاء عن ألطافه وبره وصنعه له من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم لذاب قلبه محبة له وشوقاً إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>