فمن حافظ على الصلاة، وحفظ أركانها وشروطها، حفظه الله من عذابه ونقمته، وأدخله الجنة.
ومما أمر الله بحفظه السمع والبصر والفؤاد كما قال سبحانه: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (٣٦)} [الإسراء: ٣٦].
والمؤمن مأمور بحفظ دينه أجمع، فلا يجوز له أن يترك منه شيئاً لتعارضه مع هواه ومصلحته.
وكلما كان العبد لحفظ دين الله أكمل، كان حفظ الله له أكمل وأتم وأدوم، ومن حفظ حدود الله وراعى حقوقه، تولى الله حفظه في أمور دينه ودنياه وأخراه، وما حفظه الله لا يضيع ولو أجمعت المخلوقات كلها على إضاعته وإتلافه: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٦٤)} [يوسف: ٦٤].
فاحفظ سمعك فلا تسمع به إلا ما يرضيه، واحفظ بصرك فلا تنظر به إلا إلى ما يرضيه، واحفظ قلبك وعقلك من أن يتعلق بهما ما يغضبه ويسخطه، أو ينشغلا بغيره، واحفظ جميع جوارحك فلا تتحرك إلا بما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى:«يَقُولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: أنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْراً، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعاً، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعاً، وَإِنْ أتَانِي يَمْشِي، أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً» متفق عليه (١).
والله عزَّ وجلَّ هو الحافظ الذي يحفظ أعمال العباد، فلا يضيع منها شيء، ولا يخفى عليه شيء، صغيراً كان أم كبيراً، ثم يوافيهم به يوم القيامة إن خيراً فخير،
(١) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (٧٤٠٥)، ومسلم برقم (٢٦٧٥) واللفظ له.