وقال الله عزَّ وجلَّ في الحديث القدسي:«إِنَّمَا هِيَ أعْمَالُكُمْ أحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْراً فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ» أخرجه مسلم (١).
وقد وكل الله بحفظ جميع أعمال العباد حفظةً كراماً من الملائكة، كما قال سبحانه: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠) كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (١٢)} [الانفطار: ١٠ - ١٢].
وحفظ الله سبحانه لخلقه نوعان:
الأول: حفظ عام لجميع المخلوقات بتيسيره لها ما يقيها، ويحفظ أبدانها، وإلهامها تدبير شئونها، والسعي فيما يصلحها، كل حسب خلقته، فهو سبحانه: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (٥٠)} [طه: ٥٠].
الثاني: حفظ خاص لأوليائه، وذلك حفظ زائد على ما تقدم، بحفظهم عما يضر إيمانهم، وحفظهم مما يزلزل يقينهم من الفتن والشبهات والشهوات، فيعافيهم منها، ويخرجهم منها بسلامة وحفظ وعافية، ويحفظهم من أعدائهم من الجن والإنس، فينصرهم عليهم، ويدفع كيدهم عنهم.
وأعظم الحفظ حفظ القلوب، وحراسة الدين عن الكفر والنفاق والفتن والأهواء والبدع.
فسبحان الملك العظيم، الحفيظ الذي خلق هذا الملك العظيم، وتكفل بحفظه، وأنزل القران العظيم، وتكفل بحفظه.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين ... واحفظنا بالإسلام قاعدين .. واحفظنا بالإسلام راقدين .. ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين.