للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن لكل مسلم أخوين:

أخ في الدين والنسب وهو المسلم .. وأخ في النسب لا في الدين وهو الكافر، ولكل منهما حق عليه.

فحق المسلم النصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وحق الكافر دعوته إلى الله، والعمل بشرع الله.

والدعوة إلى الله واجبة على كل فرد من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، بل هي أول واجب وأعظم واجب بعد الإيمان والعبادة على جميع الأمة وفي جميع الأحوال لكل الناس، فمن تركها وشغل نفسه بغيرها فهو آثم مقصر في وظيفته، ومسؤول عن تقصيره.

والله عزَّ وجلَّ يحتج على الحكام والملوك إذا تركوا الدعوة بسليمان عليه الصلاة والسلام، فلم يشغله ملكه عن الدعوة إلى ربه.

ويحتج سبحانه على الفقراء إذا تركوا الدعوة بمحمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام.

ويحتج على الأغنياء إذا تركوا الدعوة إلى الله بأغنياء الصحابة كأبي بكر وعمر، وعثمان وغيرهم رضي الله عنهم.

ويحتج على المرضى إذا تركوا الدعوة إلى الله بأيوب - صلى الله عليه وسلم - .. وهكذا.

والناس مختلفون في قدراتهم ووظائفهم فمنهم الملك، ومنهم الوزير، ومنهم التاجر، ومنهم الطبيب، وهذه الوظائف الصغرى وقتها قليل، ومنافعها محدودة، فلا تعطى كل الوقت وكل الفكر وكل العمل.

أما الوظيفة الكبرى لكل مسلم ومسلمة مهما كان فهي مركبة من أمرين:

الأول: عبادة الله .. الثاني: الدعوة إلى الله.

ففي الأولى إصلاح النفس .. وفي الثانية إصلاح الغير.

وكل عمل فيما سوى ذلك فهو خسران محقق على صاحبه كما قال سبحانه: {وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

<<  <  ج: ص:  >  >>