للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حياة الأمة فسد المجتمع وتمزق.

والدعوة إلى الله وظيفة الأمة، ولذلك كانت من أول يوم، فلم يكن هناك فاصل زمني بين الإيمان والدعوة، بينما كان هناك فاصل زمني طويل بين الإيمان ونزول الأحكام والفرائض.

فأبو بكر دعا إلى الله من أول يوم فجاء بستة من العشرة المبشرين بالجنة مع أن أحكام الدين لم تنزل إلا بعد ثلاثة عشر عاماً في المدينة.

وخديجة زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اجتهدت على النساء من أول يوم قبل نزول الأحكام.

فقد اجتهدت على فاطمة بنت الخطاب فأسلمت، وكان في صحيفتها عمر، واجتهدت على سعدى بنت كريز خالة عثمان فأسلمت، وكان في صحيفتها عثمان، وكلاهما من الخلفاء الراشدين.

واجتهدت على سمية أول شهيدة في الإسلام فأسلمت، واجتهد على أم الفضل فأسلمت، وغيرهن.

فجهد الرجال مع جهد النساء قام في وقت واحد.

وكما أن أبا بكر سبق الأمة في كل شيء، فكذلك خديجة سبقت نساء الأمة في كل شيء.

سبقتهن في الإيمان .. وسبقت في الدعوة .. وسبقت في الإنفاق في سبيل الله، وهي أول من سمع القرآن .. وهي أول من جاءها سلام مخصوص من الله عزَّ وجلَّ .. وأول من صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - .. وهي أول أزواجه وأم أولاده .. وهي من أكمل النساء .. وأول من بشر ببيت في الجنة.

والدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم ومسلمة، والواجب إلزام الكفار بالإسلام إذا كانت لا تؤخذ منهم الجزية؛ لأن الإسلام فيه سعادتهم ونجاتهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة وهم يجهلون ذلك.

فإلزام الإنسان بالحق الذي فيه الهدى والسعادة خير له من الباطل، وكما يلزم

<<  <  ج: ص:  >  >>