للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإنسان بالحق الذي عليه لبني آدم ولو بالسجن أو الضرب، فإلزام الكفار بتوحيد الله، والإيمان به، والدخول في الإسلام أولى وأوجب؛ لأنه حق الله على عباده فيجب على كل فرد أداؤه.

ولأن فيه سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، إلا إذا كانوا من أهل الكتاب كاليهود والنصارى ونحوهم كالمجوس، فهؤلاء جاء الشرع بأنهم يخيرون على الترتيب:

إما الإسلام .. أو دفع الجزية .. أو القتال.

وأما غيرهم فلا يقبل منهم إلا الإسلام؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاتل الكفار في الجزيرة ولم يقبل منهم إلا الإسلام كما قال سبحانه: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥)} [التوبة: ٥].

وقد أمر الله عزَّ وجلَّ كل مسلم ومسلمة بإبلاغ الدين كما أمرهم بالعمل بالدين بقوله: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٥٢)} [إبراهيم: ٥٢].

وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - كل مسلم ومسلمة بتبليغ البشرية عنه ولو آية كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «بلغوا عني ولو آية» أخرجه البخاري (١).

وتبليغ دينه وسننه إلى الناس أفضل من تبليغ السهام إلى نحور الأعداء؛ لأن الضرب بالسهام يجيده كثير من الناس، وأما تبليغ السنن والأحكام فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم.

وقد دعا - صلى الله عليه وسلم - لمن بلغ عنه ولو حديثاً بقوله: «نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ» أخرجه أبو داود والترمذي (٢).


(١) أخرجه البخاري برقم (٣٤٦١).
(٢) صحيح: أخرجه أبو داود برقم (٣٦٦٠) صحيح سنن أبي داود رقم (٣١٠٨).
وأخرجه الترمذي برقم (٢٦٥٧) وهذا لفظه، صحيح سنن الترمذي رقم (٢١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>