باتباعه، فيسعدهم به جزاء على شكرهم في الدنيا والآخرة.
وحين أشيع أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - قتل في أحد أراد الله أن يفطم المسلمين عن تعلقهم الشديد بشخص النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن يصلهم بالله مباشرة، وأن يجعل ارتباط المسلمين بالله مباشرة.
فهم وإن مات محمد أو قتل فهم بايعوا الله على طاعة محمد - صلى الله عليه وسلم -، والثبات على دينه بعد موته، وإبلاغه للناس.
وكلما همت الأمة أن تتحرك وتوسع هذا الدين وتحاول تحقيق منهج الله في الأرض كلما تجمعت عليها وسائل الكيد والفتنة من المنافقين والمشركين وأهل الكتاب.
أحياناً في أصول الدعوة .. وأحياناً في أهل الدعوة .. وأحياناً في أصول الدين وشرائعه .. وذلك لتمزيق أوصالها .. وتشويه أهدافها .. وبعثرة جهودها.
والله عزَّ وجلَّ يوجه المؤمنين لمعرفة أعداء الدين الراصدين له في الزمان والمكان، ويبث في القلوب الطمأنينة إلى وعد الله.
فتعرف حين تناوشها الذئاب بالأذى، وحين تعوي حولها بالدعاية، وحين يصيبها الأذى والابتلاء والفتنة، أنها سائرة على طريق الحق، ومن ثم تستبشر بالابتلاء والأذى، والادعاء الباطل عليها، وإسماعها ما يكره وما يؤذي.
وتلزم الصبر والتقوى، ويصغر عندها الابتلاء والأذى كما قال سبحانه:
وقد يدخل بين المسلمين من يريد الكيد لهم، ويندس في صفوفهم منافقون، وعلى المسلم أن يعلم أن عين الله على هذه الطوائف التي تبيت وتكيد وتمكر بالمسلمين، والله لهم بالمرصاد: {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (٧٩) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (٨٠)} [الزخرف: ٧٩، ٨٠].