للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَجْمَعُونَ (٥٨)} [يونس: ٥٨].

وفضل الله ورحمته هو العلم والإيمان والقرآن والهدى واتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

والرحمة التي تحصل لمن حصل له الهدى تكون بحسب هداه، فكلما كان نصيبه من الهدى أتم كان حظه من الرحمة أوفر.

والإنسان كلما اتسع علمه اتسعت رحمته، وقد وسع ربنا كل شيء رحمة وعلماً، فهو سبحانه أرحم من الوالدة بولدها، بل هو أرحم بالعبد من نفسه، كما هو أعلم بمصلحة العبد من نفسه.

والعبد لجهله بمصالح نفسه وظلمه لها يسعى فيما يضرها ويؤلمها، وينقص حظها من كرامته وثوابه، ويبعدها من قربه ورحمته، وهو يظن أنه ينفعها ويكرمها، وهذا غاية الجهل والظلم، والرب تعالى أعلم بالمحل الذي يصلح للهدى والرحمة، فهو الذي يؤتيها العبد كما قال سبحانه عن عبده الخضر: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (٦٥)} [الكهف: ٦٥].

والهداية نور يقذفه الله في قلب من شاء من عباده ممن يصلح لذلك.

وكما أن للصحة علامات .. وللمرض علامات .. فكذلك للهداية علامات .. وللضلالة علامات.

ومن علامات الهداية:

الإقبال على الله .. والتوجه إليه في جميع الأحوال .. والتوكل على الله في جميع الأمور .. والاستعانة به في كل شيء .. والإنابة إلى دار الخلود .. والتجافي عن دار الغرور .. والاستعداد للموت قبل نزوله .. وأن يرى السعادة والمنفعة في امتثال أوامر الله .. والشقاء والمضرة في مخالفتها .. ويرى الخير والنجاة في الإيمان والأعمال الصالحة .. ويرى الشر والهلاك في ترك ذلك .. ويرى الفلاح في الدين .. والخسار في خلاف الدين.

والله عليم حكيم يضع الأشياء في مواضعها لكمال علمه وحكمته، فلا بد للعبد

<<  <  ج: ص:  >  >>