للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعاملات، ثم ظهرت في شعب الحياة عامة.

وبمقدار جهدنا للدين تأتي الهداية من الله للمسلمين والكفار.

وجهد الأنبياء قسمان:

جهد على الكفار .. وجهد على الأصحاب.

فموسى - صلى الله عليه وسلم - أرسله الله إلى فرعون، وإلى بني إسرائيل، والدعوة لأنفسنا أولاً، ولكن لكثرة الطلبات الإنسان يغفل وينسى نفسه، ويدعو غيره، فلا يترقى في العمل، فالدعوة للداعي .. والأمر بالمعروف للآمر كما أن التجارة للتاجر: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (٦)} [العنكبوت: ٦].

وبقوة الدعوة والمجاهدة يزيد إيماننا .. وتقوى عباداتنا .. وتصلح معاملاتنا .. وتحسن معاشراتنا وأخلاقنا .. وتنزل الهداية علينا وعلى غيرنا.

ومن رحمة الله أن كل شيء تكون حاجة الناس إليه أشد يكون الحصول عليه سهلاً كالماء والهواء والطعام.

وكذلك البشرية أحوج ما تكون إلى الدعوة إلى الله، ولذلك جعلها الله أسهل شيء في الدين، يستطيعها كل مسلم، أما الأحكام ففيها صعوبة خص الله بها من شاء من العلماء والفقهاء.

فبالدعوة تنزل الهداية، وبالتعليم يصح العمل، وتزول البدع، وبالعبادة تزكو النفوس، وتستقيم على أوامر الله.

وقد سمى الله عزَّ وجلَّ العلم الذي بعث الله به رسوله نوراً وهدى وحياة، وجعله روحاً؛ لما يحصل به من حياة القلوب والأرواح، ونوراً لما يحصل به من الهدى والرشاد: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٢٢)} [الأنعام: ١٢٢].

والنور ظاهر وباطن:

فإذا حل النور بظاهر الجسم كساه من الجمال والجلال والمهابة والحسن

<<  <  ج: ص:  >  >>