للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٢١٦)} [البقرة: ٢١٦].

أليس الإنسان إذا أصيب بمرض في بدنه ذهب إلى الطبيب ليجري له عملية، ويستخرج من بدنه الأشياء الفاسدة، لتزول العلة، ويحصل الشفاء، ويدفع للطبيب مقابل ذلك مبلغاً من المال، مع أن الجراحة تؤلمه، ولكنه يتحملها لحسن عاقبتها.

فكذلك المصائب تطهير للعبد من الذنوب، تستحق من العبد الحمد والشكر، ويدرك هذا من حقق معنى لا إله إلا الله.

وفيها تمييز للمؤمنين من المنافقين .. والصادقين من الكاذبين .. وأهل الخير من أهل الشر.

وبالصبر عليها يرفع الله درجات العبد، ويضاعف حسناته، ويكفر سيئاته.

هذه فائدة المحن والمصائب، لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان، ولا ردهم عن دينهم، فما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين، والمحن تمحص لا تهلك.

وليس الخير للإنسان أن يكثر ماله وولده، ويعظم جاهه، ولكن الخير أن يزيد إيمانه .. ويكثر علمه .. ويزداد عمله .. ويعظم حلمه .. فإن أحسن حمد الله، وإن أساء استغفر الله، وإن أعطي شكر الله.

ولا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين:

رجل أذنب ذنباً فهو يتدارك ذلك بتوبة نصوح.

ورجل يسارع في الخيرات والأعمال الصالحة.

والمؤمن يموت بين حسنتين:

حسنة قدمها .. وحسنة أخرها.

والزينة في كل شيء ليست هي المقصد، فقد جعل الله كل ما على الأرض زينة لها، ولكن المقصود منه الابتلاء كما قال سبحانه: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (٧)} [الكهف: ٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>